لليوم الثاني على التوالي حشود غفيرة في كرمان لإحياء الذكرى الخامسة لاستشهاد الحاج قاسم سليماني
خمس سنوات مرت على استشهاد الحاج قاسم سليماني، ورغم غيابه، تظل سيرته حيّة في قلوب الأحرار. في كرمان، حيث يرقد جسده الطاهر، تتجدد الحشود كل عام لتؤكد أن دماءه هي شعلة المقاومة التي لن تنطفئ. الشهادة التي جسدت مسار النضال من لبنان إلى فلسطين والعراق وسوريا واليمن، تظل مصدر إلهام ووقود لمواصلة درب النصر.
مرَّت خمس سنوات على استشهاد القائد الفذ، الحاج قاسم سليماني، ومع مرور الزمن تزداد قوة الإصرار على أن تظل ذكراه مشعَّة في قلوب الأحرار. في هذا العام، الذي تجسد فيه معاني الفقد والغياب، يتجدد العهد على درب المقاومة، دربٌ بدأه سليماني في ساحات النضال والمقاومة، ليُكمل اليوم أحفاده من المقاومين في لبنان وفلسطين والعراق وسوريا واليمن. الذكرى الخامسة لاستشهاده لم تكن مجرد لحظة تذكر فيها محطات من جهاده، بل كانت بمثابة تجديد العهد مع مشروعه الكبير الذي ضحى من أجله. في كرمان، حيث يرقد جسده الطاهر، اجتمع الآلاف لتأكيد أن دماءه لن تذهب سدى، بل ستظل الشعلة التي تنير الطريق نحو النصر.
رغم الظروف الطبيعية الصعبة، التي تراوحت بين الأمطار الغزيرة والبرد القارس، شهدت محافظة كرمان الإيرانية توافدًا حاشدًا من مختلف المحافظات الإيرانية لإحياء الذكرى الخامسة لاستشهاد قائد قوة القدس، الفريق قاسم سليماني. هذه الذكرى التي تُحييها الأمة الإيرانية في روضة الشهداء حيث يرقد جثمان الشهيد القائد، شهدت حضورًا كبيرًا من النساء والرجال وحتى الأطفال الذين جددوا حبهم لشهيدهم، وأكدوا تمسكهم بمواصلة طريقه في مقاومة قوى الاستكبار.
وفي اليوم الثاني على التوالي، استضاف مرقد الشهيد سليماني أعدادًا غفيرة من الزوار الذين توجهوا سيرًا على الأقدام إلى الروضة، متحدين قسوة الظروف الجوية. هؤلاء الزوار أصروا على تجديد عهدهم مع الحاج قاسم سليماني، أمير القلوب والشهداء، مؤكدين أن دماء الشهداء ستظل حية في نفوس الأحرار.
كما في السنوات الماضية، أُقيمت العديد من المواكب على طول الطريق المؤدي إلى روضة شهداء كرمان، حيث تم تقديم خدمات متنوعة للزوار، من شاي ومشروبات غازية إلى الأطعمة الساخنة، لتلبية احتياجاتهم وسط البرد القارس.
ومن أبرز المظاهر التي ميزت هذا العام، كان هناك موكب خاص لمجموعة من نساء قم، أطلقن عليه اسم "السترة الوردية"، حيث قاموا بتعليم الأطفال سيرة حياة الحاج قاسم سليماني، وكيف كانت طفولته مليئة بالقيم والمبادئ التي جعلت منه رمزًا للمقاومة والتضحية.
الذكرى الخامسة لاستشهاد الحاج قاسم سليماني ليست مجرد تذكير بفقده، بل هي تجديد للعهد بأن المقاومة ستظل حية لا تموت. كما تزينت شوارع بيروت بصوره وشعار "يقينًا كله خير"، لتبقى الدماء التي أُريقت في سبيل القضية الفلسطينية حية في قلوب الأحرار، ولتظل ذكرى الحاج قاسم سليماني سراجًا منيرًا للأجيال القادمة، مُثبتة أن الدرب الذي بدأه لا يزال مستمرًا في مسار النصر والحرية.