اليمن في قلب المعركة: ثبات إيماني وموقف تاريخي بلا سقف ولا خطوط حمراء
بين جبال الحكمة ورمال الإيمان، شهدت العاصمة صنعاء خروجاً مليونياً حاشداً تحت شعار "ثابتون مع غزة العزة... بلا سقف ولا خطوط حمراء"، في صورة تجسد نبض الأمة المتمسك بمبادئها وعدالة قضاياها. هذه المسيرة ليست مجرد حدث جماهيري، بل رسالة مدوية تؤكد أن اليمنيين، رغم الحصار، يظلون في طليعة مناصري الحق الفلسطيني، متجاوزين كل الحواجز الجغرافية والسياسية.
في مشهد استثنائي حمل بين طياته عظمة الشعب اليمني ووعيه، شهدت العاصمة صنعاء مسيرة مليونية تحت شعار "ثابتون مع غزة العزة... بلا سقف ولا خطوط حمراء". كان الحشد بمثابة استفتاء شعبي يعلن للعالم أن اليمنيين، رغم سنوات الحرب والحصار، لم تهن عزيمتهم، ولم تفتر إرادتهم عن نصرة قضايا الأمة.
المسيرة جاءت في توقيت مفصلي، حيث تسعى قوى الاستكبار إلى فرض أجندتها على المنطقة. لكنها اصطدمت بإرادة يمنية فولاذية جعلت من صنعاء عنواناً للصمود وموقفاً مبدئياً لا يتزحزح.
جددت الحشود المليونية تفويضها المطلق للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي لاتخاذ كل القرارات والخيارات المناسبة في مواجهة الكيان الصهيوني وداعميه. هذا التفويض يعكس الثقة الراسخة في القيادة، التي أثبتت قدرتها على إدارة المعركة سياسياً وعسكرياً وأمنياً.
اليمنيون يدركون أن قضيتهم ليست معزولة، بل هي جزء من معركة الأمة الكبرى في مواجهة مشروع الهيمنة الصهيوني-الأمريكي. ولهذا، فإن دعمهم للقضية الفلسطينية ليس مجرد تضامن، بل هو التزام ديني وأخلاقي وقومي ينبع من عقيدة راسخة ووعي متقدم.
لم تعد اليمن تقف عند حدود الإدانة، بل تخطتها إلى الفعل العسكري النوعي الذي أربك معادلات قوى الاستكبار. وأبرز الإنجازات اليمنية كان إفشال هجوم أمريكي على السواحل اليمنية باستهداف حاملة الطائرات "هاري ترومان"، وإلحاق أضرار جسيمة بعمق الكيان الصهيوني عبر صواريخ فرط صوتية وطائرات مسيرة. هذه الضربات حملت رسالة واضحة: اليمن قادر على تغيير قواعد اللعبة في المنطقة.
المسيرة المليونية حملت في طياتها رسالة موجهة إلى الشعوب العربية والإسلامية، داعية إلى استشعار المسؤولية الدينية والأخلاقية تجاه ما يحدث في غزة.
بيان المسيرة المليونية أشار بوضوح إلى أن الكيان الصهيوني لا يكتفي بما يرتكبه في غزة، بل يسعى لتوسيع مشروعه الخبيث في الضفة الغربية والقدس وسوريا ولبنان. هذا المشروع، المعروف بـ"إسرائيل الكبرى"، يهدف إلى الهيمنة على المنطقة بأسرها، مما يجعل المواجهة معه ضرورة وجودية لا تخص الفلسطينيين وحدهم، بل كل شعوب المنطقة.
اليمنيون، بوعيهم التاريخي والسياسي، يدركون أن الوقوف ضد هذا المشروع هو مسؤولية جماعية، وأن الخذلان أو الصمت أمامه يعني تمكين العدو من التمدد واستهداف الجميع.
ليؤكد اليمنيون أن معركتهم ليست مجرد صراع عابر، بل هي معركة مقدسة لا تخضع لخطوط حمراء ولا سقوف واهية. إيمانهم بعدالة قضيتهم يجعلهم أكثر صموداً في وجه العدوان الصهيوني والأمريكي والبريطاني، مقتنعين بأن هذه المواقف هي الطريق الأوحد لتحقيق الانتصار.
في ظل صمت عالمي مخزٍ وتخاذل عربي معيب، يبرز اليمن كمنارة للأمة الإسلامية، يجسد في مواقفه أبهى صور الإيمان والإنسانية. إن هذا الشعب، الذي يعاني الحصار والعدوان منذ سنوات، يقدم نموذجاً ملهماً في الصمود والدفاع عن قضايا الأمة المركزية، وفي مقدمتها قضية فلسطين والأقصى الشريف.
فلن تنكسر أمة تقودها القلوب المؤمنة وتتوكل على الله، واليمن اليوم يقدم للعالم درساً لا يُنسى في معنى الثبات والمقاومة."