إسرائيل بمواجهة اليمن.. لا خيارات فعّالة بمتناول اليد
لم يتبقى لدى الاحتلال سوى التفكير في كيفية وقف العدوان على غزة، لتجنب الكوارث الكبرى التي يجنيها جرّاء الهجمات اليمنية، فبإقرار صهيوني لا خيارات ناجعة وفعّالة بمتناول اليد، والاعتماد على الأمريكي والبريطاني لم يعد يجدي نفعاً.
يحضر على طاولة القرار في تل أبيب سؤال حول كيفية مواجهة تهديدات حركة أنصار الله في اليمن فيما تفيد أكثر الإجابات تداولاً بأنّ الردع الإسرائيلي والغربي ليس فعّالاً، بالنظر إلى أن الهجمات العسكرية التي شُنّت إلى الآن، سواء الأميركية - البريطانية أو تلك الإسرائيلية، لا يبدو أنها قادرة على دفع الحركة إلى الانكفاء.
في مقابل ذلك، فضّلت إسرائيل في البداية الاعتماد على الأميركيين في التعامل مع التهديد اليمني، لاعتبارات ترتبط بمحدودية قدرتها الذاتية في زمن الحرب، وقصورها عن مواجهة تهديدات بعيدة، وخاصةً وسط غياب الموارد المخصّصة لمواجهات مستمرّة عن بعد، ترى تل أبيب أنها ضرورية لتحقيق النتيجة المطلوبة.
إلّا أن الولايات المتحدة التي استعرضت القوّة وهدّدت بها ابتداءً، لم تتجاوز قواعد الاشتباك التكتيكية عبر توجيه ضربات إلى اليمن مقابل أيّ استهداف للتجارة والإمداد من إسرائيل وإليها.
ومردّ هذا السلوك أن الإدارة الامريكية تخشى من أنّ رفع مستوى التدخُّل العسكري في اليمن وتدفيعه أثماناً معتدّاً بها، سيجرّان إلى مواجهة طويلة هي عملية استنساخ لحروب ماضية لا تريد واشنطن إعادة استيلادها.
وعلى رغم أن القادة الإسرائيليين يتبجّحون بالنجاحات التي تحقّقت عبر الهجمات التي شنّها سلاح الجو الإسرائيلي على اليمن، إلّا أن المسلّم به لدى العسكريين السابقين والمعلقين وكبار الكتّاب والمراكز البحثية العبرية، هو أن ما جرى لا يردع أنصار الله، بل إن ردع الحركة غير ممكن من جانب إسرائيل أو غيرها.
عميد في جيش العدو الصهيوني، أقر في هذا السياق إنّ المواجهة مع اليمنيين قد تستمر لسنوات، وأضاف العميد في الاحتياط الإسرائيلي عيران أورتال أننا في بداية حقبة جديدة تتطلب منا إعادة التفكير في سياسة إسرائيل واستراتيجية الجيش لمواجهة مجموعة من التهديدات.
وفي حديث مع صحيفة دافار العبرية خلُص تحليل أورتال، إلى أنّه كلما تعمّقت صنعاء في المعركة ضد تل أبيب أصبحت أقوى على عدة مستويات.
وأوضح أنّ ما عزّز صورة القوّة لدى صنعاء، هو أنّهم مازالوا في ساحة القتال ضد إسرائيل، في حين أصبح الآخرون أقل نشاطاً، أيّ أنّهم الوحيدون الذين يواصلون القتال ضد إسرائيل.
وتناول عيران أورتال مسألة صعوبة المواجهة مع صنعاء على صعيد التكلفة والتجهيز، قائلاً أن الجيش الإسرائيلي مهماته محلّية لحماية الحدود، وليس قوة قادرة على شن عمليات بعيدة المدى. ورغم وصف سلاح الجو بالذراع الطويلة، إلا أنّ العمليات البعيدة تتطلب تحضيرات مكثفة.
وعلق العديد من الصهاينة على الضربة النوعية للقوات المسلحة اليمنية في تل أبيب حيث، أشار نير دفوري مراسل الشؤون العسكرية للقناة 12 العبرية إلى أن الصاروخ الأخير الذي أصاب هدفه تمكن من اختراق الطبقات الدفاعية بسبب تعديلات على الرأس المتفجر، الذي زُود بمحرك صاروخي يغير اتجاهه عند دخول الغلاف الجوي، مما أعاق عملية الاعتراض، وأوضح أن هذا التعديل، الذي يتضمن زيادة الوقود وتصغير الرأس المتفجر، أسهم في تمديد مدى الصواريخ اليمنية.
على أي حال الخيار الأخير لدى تل أبيب هو وقف الحرب على غزة، وهو ما يتردّد كثيراً في خلاصات الرأي المنشورة في إسرائيل، لدى تقدير حالة التهديدات اليمينية ومستقبلها.
وإذا كان التوصّل إلى وقف لإطلاق النار عبر الاتفاق المتبلور بين إسرائيل وحماس ممكناًن فسيكون بالإمكان إيقاف إسناد اليمن وتهديداته، كما يأتي دائماً في بيانات القوات المسلحة اليمنية.