اليمن يُصعّد من هجماته ضدّ الكيان
رسائل عدّة عسكريّة أمنيّة سياسيّة اقتصاديّة ونفسيّة يُوصلها اليمن عبر عمليّاته النوعيّة والتي تصاعدت مؤخّراً بشكلٍ لافت ، رسائل كشفت بشكل جليّ حجم المُواجهة التي دخلها الكيان وبالتّالي المخاطر والتّبعات المُرتدّةِ على جبهته الدّاخليّة.
في تصعيد غير مسبوق، واصلت القوات المسلحة اليمنية تنفيذ عمليات هجومية دقيقة ضد الكيان الصهيوني، مؤكدةً أن اليمن دخل مرحلة جديدة من التصعيد العسكري.
الهجمات الأخيرة التي استهدفت مدنًا حيوية مثل تل أبيب وعسقلان، شكّلت رسالة واضحة بأن اليمن أصبح اليوم قوة عسكرية لا يمكن تجاهلها.
القوات المسلحة اليمنية استخدمت صواريخ باليستية دقيقة، قادرة على تجاوز منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية "القبة الحديدية"، التي لطالما تباهى الاحتلال بها كدرع يحميه من أي تهديد.
هذه الضربات أكدت أن المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، التي كانت تمثل أساس الأمن الصهيوني، فشلت أمام القدرات اليمنية المتطورة.
كما برزت الطائرات المسيّرة اليمنية كأداة ردع قوية ، هذه الطائرات التي تنفذ ضربات دقيقة بتكلفة منخفضة أثبتت فعاليتها في التأثير على الأمن الداخلي للاحتلال.
الكيان الصهيوني لا يزال عاجزًا عن اعتراض الطائرات المسيّرة، مما يرفع من تكلفة عمليات الاعتراض ويزيد من معاناته الاقتصادية.
على الصعيد النفسي، الهجمات اليمنية أحدثت هزّة في صفوف الاحتلال ، مثل تل أبيب وعسقلان، التي كانت تُعتبر مناطق آمنة، أصبحت اليوم هدفًا لقوات اليمن المسلحة، مما جعل ملايين المستوطنين في حالة من الرعب والقلق، وأدى إلى توتر كبير في الداخل الإسرائيلي.
لكن الرسالة السياسية التي تحملها هذه الهجمات أكثر وضوحًا: اليمن، الذي يعاني من حصار طويل، يُثبت للعالم أنه لن يتراجع عن قضيته المركزية فلسطين وان ضرباته الأخيرة تؤكد أن أي اعتداء على اليمن لن يمر دون رد مؤلم، وأنه قادر على فرض معادلات جديدة في المنطقة.
اليمن اليوم يوجه رسالة قاطعة إلى الاحتلال: قضية فلسطين ليست مجرد شعار، وان توقفه عن ضرب العمق الصهيوني مرهون بتوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة ، إسرائيل تواجه تحديًا عسكريًا واستخباراتياً غير مسبوق، إذ يصعب عليها الرد على الهجمات اليمنية بسبب المسافة الكبيرة بين اليمن والأراضي المحتلة، وكذلك بسبب ضعف الاستخبارات التي تؤثر على قدرتها في تحديد أهداف دقيقة للانتقام.
وفي ظل هذا الواقع، يبقى اليمن صامدًا، لا يلين أمام التحديات، ومُصممًا على المضي قدماً في بناء قدراته العسكرية ، وفي الوقت نفسه، يواجه الاحتلال واقعًا جديدًا، لا مكان فيه للهيمنة والتفوّق الزائف