جبهة الضفّة تؤرّق الاحتلال.. اتّجاهٌ لنشرِ منظومة دفاعيّة
التصعيد في جبهة الضفة الغربية اقلق كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي كشف اعلامه عن تجهيز منظومة روآه-يوراه تمهيداً لنشرها في مواقع استراتيجية ومستوطنات ومناطق فاصلة في الضفة، فما في التّفاصيل؟
الفشل الذي بدأ في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ لازال يلازم كيان الاحتلال الذي يرى اليوم بتوسّع دائرة المواجهة معضلة كبيرة ولعلّ أخطرها ما يجري في الضفة الغربية المحتلة الجبهة الأخطر بتبعاتها على كيان الاحتلال.
فانعدام الأمن بفعل العمل المقاوم داخل الضفة ارّق الاحتلال الذي تبيّن على مدى السنوات الماضية أنه لم يدرك بعد كيفية التعاطي مع هذه الجبهة فضلا عن اخفاقه في فهم طبيعة هذه المقاومة التي لا يمكن لها أن تستلم.
هذا التصعيد في مدن ومناطق الضفة والارباك الذي أحدثه على صعيد جنود العدو العاجزين عن المواجهة دفع جيشه المهزوم في غزة ولبنان إلى بدء شراء وتجهيز منظومة "روآه-يوراه" (يرى ويطلق) تمهيداً لنشرها في مواقع استراتيجية ومستوطنات ومناطق فاصلة في الضفة الغربية.
المنظومة، التي تنتجها شركة رفائيل للصناعات العسكرية، تهدف إلى تعزيز المراقبة وإطلاق النار عن بُعد باستخدام أبراج مجهزة بأنظمة تكنولوجية متطورة، تُدار عن طريق مجندات من وحدة المراقبة.
وتتألف المنظومة من كاميرات مراقبة نهارية وليلية مرتبطة برشاشات آلية، تُدار عن بُعد من غرف تحكم، وتستهدف تلقائيًا أي جسم متحرك يقترب من الحدود.
ووفقاً لاذاعة جيش الاحتلال تعمل هذه المنظومة على كشف المسلحين الذين يقتربون من السياج الفاصل والتعامل معهم بإطلاق النار عن بُعد، مما يقلل من تدخل الجنود في الميدان وفي ذلك إقرار بالعجز عن مواجهة المقاومين رغم امتلاك العدو ترسانة عسكرية ضخمة.
اللافت في الموضوع أن هذه المنظومة نفسها كانت قد استُخدمت منذ عام 2008 في محيط غزة، وفي عام 2011، أعلن سلاح البحرية التابع للاحتلال عن نيته اعتماد المنظومة على طول الحدود الساحلية مع غزة، بهدف تأمين الحدود البحرية ضد أي قوارب فلسطينية أو سفن إغاثية تقترب من نطاق المجسات.
وحينها واجهت المنظومة انتقادات واسعة بسبب فشلها في التصدي لهجوم السابع من أكتوبر 2023، حيث تمكنت كتائب القسام من تعطيلها وتجاوزها بسهولة.
وكشف اعلام العدو نيّة الاحتلال في نشر المنظومة في نقاط استراتيجية على مداخل المستوطنات والمناطق التي يعتبرها حساسة في الضفة الغربية؟ حيث يجري حالياً تدريب مراقبات من الوحدة 636 التابعة لوحدة جمع المعلومات في فرقة الضفة الغربية على تشغيل الأنظمة وإطلاق النار عن بُعد.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بحسب ما أوردت إذاعة جيش الاحتلال: في ظل فشل هذه الأنظمة وعدم فعاليتها في محيط غزة، لماذا يُعتقد أنها ستنجح هذه المرة في الضفة الغربية؟
وهذا السؤال يضع الاحتلال أمام فشل آخر كونه يُدرك وبناءً على التجربة في غزة أنّ هذه الآليات ثبُت فشلها بينما يبقى اليقين الوحيد بأنّ لا شيء قادر على إعجاز المقاومة التي تتكيّف مع مجريات الميدان وتبتكر بكلّ ما هو متاح وتتفوق على ترسانة الاحتلال وتكنولوجيته بحيث بات واضحا أن روح المقاومة أصلب وقادرة على تجاوز كل الصعاب