عمليّة القوّات المسلّحة.. رسائلٌ وأبعاد سياسيّة وعسكريّة
عمليّة جديدة تُضاف إلى سجل قوات اليمن المسلحة كان الهدف فيها هذه المرة هدفاً حيوياً بمنطقة يفنة بمغتصبة أسدود الصهيونيّة ، ماذا عن التوقيت وأي رسائل وأبعاد؟
بوتيرةٍ متصاعدة يستمرّ اليمن في مرحلة التّصعيد الخامسة نصرةً لغزّة في مسارٍ مضاعف حمل هذه المرّة بصمة من حيث توقيت الاستهداف ومن حيث المكان المُستهدف.
جوانب استراتيجية وتوقيتية ورمزية فضلا عن الرسائل السياسية والعسكرية حملتها العملية الجديدة للقوات المسلحة اليمنية.
في التوقيت العملية مرتبطة بالوضع القائم في غزة حيث أوضح العميد يحيى سريع أن العملية جاءت كإسناد للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الذي يشهد تصعيداً إسرائيلياً عنيفاً منذ ١٤ شهراً ، واختيار التوقيت يعكس رغبة يمنية سياسية و عسكرية في الدفع نحو توحيد الجبهات ضد كيان الاحتلال فضلا عن خلق احساس بالتضامن والمساندة الإقليمية مع انشغال العالم اليوم بالصراع القائم في جبهة سوريا.
هذا الاستغلال للوقت يمنح العملية صدى أوسع كما يعيد بوصلة الاهتمام العالمي لما هو حاصل في غزة ناهيك عن كون العملية رسالة اقليمية دولية مفادها أن اليمن الذي يواجه منذ عشرة أعوام عدوانا مستمرا يثبت على الرغم من كل الضغوط أن لديه قدرة على التأثير في موازين القوى الإقليمية ومشددا أنه لن يقبل بالاستفراد في غزة.
أما عن حساسية الهدف فمنطقة يفنة الواقعة في مغتصبة أسدود فيه دلالة كبيرة تعكس تطوّر القدرات الاستخباراتيّة والتكنولوجيّة لقوات اليمن المسلحة كون هذه المنطقة تقع في قلب تل أبيب الكبرى وهي ذات أهمية استراتيجية لقربها من منشآت حيوية وصناعية داخل الكيان.
كما أن العملية تشير إلى أن القوات المسلحة اليمنية لم تعد فقط تدافع عن أراضيها بل بإمكانها أن تهاجم اهدافا خارج حدودها حتى تلك التي في العمق الإسرائيلي.
هذا الأمر من جهة يعزز من قوة الردع اليمنية ومن جهة أخرى يدلل على هشاشة الأمن الإسرائيلي ما يترك بدوره تأثيراً كبيراً وعميقاً على صعيد جبهته الداخلية ويضغط سياسيا على حكومة نتنياهو.
وبالعودة إلى بيان العميد سريع ، وتأكيده بأن الطائرة الانقضاضية اليمنية أصابت هدفها بدقة فيه انعكاس واضح للتطور الكبير في قدرات الطيران المسير اليمني خصوصا لجهة مجالات الملاحة الدقيقة والاتصالات البعيدة المدى كما في تحقيق إصابة دقيقة على مسافة كبيرة يؤكد أن اليمن تجاوز كل العقبات المعقدة كأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية.
كل ما تم ذكره يشكل معضلة لإسرائيل ويثير عاصفة من الأسئلة بمختلف وسائل إعلام العدو حول التكنولوجيا اليمنية المستخدمة، كما أن نجاحها لا يعزز الروح المعنوية فحسب للمقاومة الفلسطينية وعموم المحور بل يقدم دليلا عمليا ودامغا على القدرة اليمنية على اختراق التفوق العسكري الإسرائيلي الأمريكي الغربي مجتمعاً..
اليمن اليوم ليس فقط لاعبات محليا بل تأثير هذه الجبهة توسع في سياقات اقليمية ودولية حتى بات كيان الاحتلال الإسرائيلي بواجه تهديدا حقيقيا مع خصم عنيد كما يوصفه هو.
جبهة اليمن البعيدة جغرافيا تشكل ارقا للكيان إلى جانب دورها في المعركة البحرية وهوما فرض بدوره استنزافا عسكريا وماليا كبيرا غلى إسرائيل.
ومن الرسائل غير المباشرة إلى الخصوم الاقليميين الداعمين للكيان بأن هذه العملية ضمنيا تعني أن استمرار تخاذل هذه الدول وعدائها للمقاومة قد يجعلها عرضة لمواقف مشابهة.
عملية اليوم كما كل عمليات الين النوعية تكشف عن تحول نوعي في انتقال الاستراتيجية اليمنية من الدفاع إلى الهجوم وتعكس تقدما ملحوظا فب التكنولوجيا العسكرية المحلية الصنع وهو أمر مكن اليمن من أن تعيد صياغة التوازنات في كل المنطقة