ترسانةُ اليمن العسكريّة.. إنتاجٌ محليّ وتطوّر مُؤثّر
أقرّ تقرير لمعهد بريطاني بقدرة اليمن على إنتاج الصواريخ فضلاً عن الاعتراف بتأثير الهجمات بشكلٍ واضحٍ على موانئ كيان الاحتلال الإسرائيلي.
على مدى سنوات مضت راكمت قوات اليمن المسلحة قدرات وتكتيكات عسكريّة استطاعت عبرها أن تحتلّ مكانةً بين الدّول ذات التأثير الإقليمي والدولي ما اضطرّ دولاً كبرى للاعتراف بهذه النقلة النوعية التي احدثتها ترسانة اليمن في معادلات المعركة.
المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، ومقره في بريطانيا، يعترف بفشل القوات الغربية في وقف العمليات البحرية التي تنفذها قوات صنعاء إسنادا لغزة، في اعتراف جديد يُضاف إلى اعترافات غربية وامريكية مماثلة.
ويرى تقرير المعهد أن القوات المسلحة اليمنية تمتلك ترسانة عسكرية متطورة تم إنتاجها محليا، مؤكداً اصابة السفن بدقة ونجاح العمليات اليمنية في إحداث تأثير كبير على الموانئ الإسرائيلية.
المعهد نشر تقريراً تفصيلياً ذكر فيه أنه بعد اثني عشر شهراً من الهجمات المستمرة على الشحن الغربي، يبدو من الواضح أن الاستجابة الحالية من جانب المجتمع الدولي فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة، فعلى الرغم من تفوقهم العسكري، لم تستطع الولايات المتحدة وحلفاؤها إضعاف قدرة اليمن على شن الهجمات، ولا قدرتهم على إعادة إمداد ترساناتهم، وفي الوقت نفسه، لم يُطمْئِن وجود البعثات البحرية الدولية معظم خطوط الشحن الغربية الكبرى بما يكفي لعودتها إلى البحر الأحمر، وفي اليمن والمنطقة، كان نجاح الهجمات ملحوظًا بشكل كبير.
التقرير خصص مساحة للحديث عن ترسانة قوات اليمن العسكرية، مشيراً إلى أنها تتضمن صواريخ تعمل بالوقود الصلب لا يمكن تفكيكها للنقل، بوزن يزيد عن طنين وطول يزيد عن خمسة أمتار، لافتا إلى أن التفسير الأكثر منطقية لتوفر مثل هذه الصواريخ في اليمن هو وجود قدرات إنتاج محلية متطورة للغاية.
وحول ترسانة الصواريخ المضادة للسفن التي تمتلكها القوات المسلحة اليمنية قال المعهد انه من الممكن أيضًا أن ينشر اليمن الى جانب الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، صواريخ باليستية موجهة بدقة مصممة في الأصل للهجوم البري، والتي تستخدم أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية مشيرا إلى أنه برغم افتقار هذه الصواريخ إلى القدرة على التوجيه نحو السفن البحرية المتحركة، فإنه يمكن توجيهها إلى الموقع المستقبلي المتوقع للسفينة.
التقرير تطرق كذلك إلى الطائرات بدون طيار التي يستخدمها اليمن في الهجمات البحرية، وأشار إلى أن هناك نوع منها يستخدم بشكل مشابه للذخيرة المتسكعة، حيث تحافظ الطائرات بدون طيار التابعة للقوات المسلحة اليمنية على رابط لاسلكي مع محطة أرضية، مما يمكّن المشغل من توجيه الطائرة بدون طيار نحو هدفها باستخدام بيانات كهروضوئية في الوقت الفعلي، وقد يتم تشغيل آلية قفل أتوماتيكية أثناء الاقتراب النهائي لضمان الدقة.
وقال إنه في هذا الوضع، يشكل المستوى العالي من الدقة للطائرة بدون طيار تهديدًا كبيرًا للسفن، على الرغم من الحمولة المتفجرة الصغيرة نسبيًاـ وهذا التهديد حاد بشكل خاص عند استهداف مناطق حرجة مثل جسر السفينة.
ورأى كاتب التقرير أنه بالمقارنة مع الطائرات بدون طيار الأخرى ذات القدرة المماثلة على التحمل، توفر متغيرات طائرات (صماد) مزايا مميزة بسبب بساطتها الشاملة وفعاليتها من حيث التكلفة، حيث تتميز هذه الطائرات بدون طيار بتصميمات بسيطة ومباشرة تتضمن في الغالب محركات جاهزة للاستخدام تجاريًا.
ولم يغفل تقرير المعهد الحديث عن الزوارق المسيرة التي يستخدمها اليمن ، مشيرا إلى أنه في حين أن الدفاع ضد سفن سطحية أسهل عمومًا من أنظمة اليمن المضادة للسفن الأخرى، مثل الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، فإن قدرة هذه السفن على حمل رؤوس حربية أكبر بكثير والانفجار بالقرب من خط المياه للسفينة أمر مهم، حيث تزيد هذه المركبات من احتمالية غرق السفينة في هجوم ناجح.
كما سلط التقرير الضوء على تأثيرات العمليات البحرية لقوات اليمن المسلحة، حيث أوضح أن حركة المرور توقفت بالكامل عبر ميناء إيلات الإسرائيلي وأن موانئ حيفا وأشدود، على الرغم من عدم وجودها في البحر الأحمر، تأثرت بشدة بالأزمة، حيث من المرجح أن تكون هجمات اليمن على السفن المتجهة إلى إسرائيل عاملاً رئيسيًا في ذلك التأثير..