القرار الإسرائيلي باحتلال غزة يشعل العاصفة.. والمعارضة تصفه بالكارثة
أقرّ الكابينت الأمني الإسرائيلي خطة للسيطرة الجزئية على مدينة غزة متراجعا عن فكرة الاحتلال الكامل للقطاع في ظل تحذيرات من أن المخاطر التكتيكية التي تواجهها قوات الاحتلال قد تكبدها خسائر فادحة مما يؤكد صلابة المقاومة الفلسطينية وقدرتها على مجابهة العدو رغم كل التحديات.
إنفجار سياسي وأخلاقي وانساني، هكذا يمكن توصيف اقرار حكومة الاحتلال الاسرائيلي رسميا خطة عسكرية شاملة للسيطرة الكاملة على قطاع غزة، في خطوة تعد الأعنف منذ بدء الحرب قبل أكثر من عامين.
ووسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة، وانقسام داخلي إسرائيلي، تحدث موقع واللا العبري، عن تداعيات السيطرة على مدينة غزة، بعد أن وافق الكابينت على الخطة.
وبحسب الموقع، ووفق الخطة الجديدة، سيعمل الجيش على تطويق مدينة غزة، وإقامة مراكز لتوزيع الغذاء، ونقل السكان إلى ما يُسمى منطقة إنسانية في جنوب القطاع قد تستوعب نحو مليون فلسطيني.
وحذّرت مصادر أمنية إسرائيلية من أن السيطرة على المدينة من دون معالجة شاملة للبنية التحتية تحت الأرض، المليئة بالأنفاق والشبكات القتالية، قد تتحول إلى فخ تكتيكي يستنزف أعداداً كبيرة من القوات النظامية والاحتياط، في ظل فجوات قائمة في الجاهزية والمعدات الهندسية وناقلات الجند والدبابات.
وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن القرار، الذي لم يُبحث تفصيلياً في نقاش مهني مسبق، سيفرض على شعبة العمليات في هيئة الأركان وضع خطة عاجلة لمعالجة الثغرات، وتحديد جداول زمنية للتنفيذ، قبل عرضها مجدداً على المستوى السياسي للمصادقة.
وفي الداخل الاسرائيلي لم تكن الخطة موضع ترحيب فقد هاجمت المعارضة رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو بشدة؛ ووصف زعيمها يائير لبيد القرار بالكارثة.
أما رئيس حزب"إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، فقال إن القرار يتخذ لأهداف سياسية وليس أمنية حتى داخل جيش الاحتلال، ثمة مخاوف جدية.
رئيس الأركان إيال زامير بدوره حذر من أن السيطرة على غزة قد تتطلب مئتي ألف جندي احتياط، وستكون فخا تكتيكيا. اما عائلات الرهائن الإسرائيليين فقد اعتبرت القرار حكم إعدام على أبنائهم، وطالبت بالتوصل إلى صفقة شاملة بدلا من المزيد من الحرب.
بالمحصلة، يتّجه جيش العدو بشكل جادّ إلى احتلال مدينة غزة كمرحلة أولى، بعملية برّية لا تحمل أهدافاً مغايرة لسابقاتها، مع هدف مضمر هو مزيد من التدمير والتخريب والهدم. غير أن هذه العملية، إذا كُتب لها التنفيذ، لن تتحوّل إلى احتلال كامل مع سيطرة أمنية، ولكن إلى إعادة إنتاج لعمليات سابقة، تحدّد الظروف الميدانية والتطوّرات السياسية حدودها وعمقها.
وفي غضون ذلك، سيدفع أهالي مدينة غزة، ثمناً مريعاً، إذ سيُجبرون على مرحلة جديدة من التهجير والنزوح، وسيعودون، مثل ما عاد أهالي الشجاعية والزيتون والتفاح، إلى غابة من الركام لا ملامح فيها لبيوت ولا لأحياء كانت في يوم ما نابضة بالحياة.