المقاومة ترد.. كمائن ناجحة تؤكد جاهزيتها وتصنع معادلة جديدة في غزة
وسط تصعيد الاحتلال في قطاع غزة، تثبت فصائل المقاومة الفلسطينية قدرتها على الصمود والتأقلم عبر تنفيذ كمائن عسكرية ناجحة تستهدف آليات الاحتلال قرب السياج الفاصل والمنطقة العازلة، مما يدحض مزاعم تل أبيب بالقضاء على المقاومة ويعيد رسم موازين القوى على الأرض.
في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وثقت سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي - كمينًا هندسيًا متقنًا استهدف آليات الاحتلال المتوغلة بتفجير متزامن لقنبلة من مخلفات الاحتلال وعبوة ناسفة من نوع "ثاقب"، في رد مباشر على تصريحات إسرائيلية تباهت بتدمير مئات المنازل الفلسطينية.
المقاومة تعتمد استراتيجيات قتالية غير تقليدية، مستغلة مخلفات الاحتلال القديمة، والتي لم تنفجر كلها، لصنع أدوات قتالية جديدة. وهذا ما جعل جيش الاحتلال يضطر لاستعمال ذخائر تعود لعقود مضت، في حين تستثمر المقاومة هذه الموارد بكفاءة عالية.
وتتوزع المعارك حاليًا في المنطقة الأمنية العازلة وحولها، حيث نشطت 5 فرق عسكرية إسرائيلية، 3 منها تقاتل فعليًا، فيما تستمر كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس - في تنفيذ عمليات نوعية، كان آخرها استهداف قوة إسرائيلية في بلدة القرارة، حيث فجرت المقاومة منزلًا كان يتحصن فيه الجنود، بالإضافة إلى تفجير نفق وتبادل إطلاق نار أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الاحتلال.
المقاومة تُبرز الفلسطينية تفوقها التكتيكي من خلال تطوير العمق الجغرافي العمودي عبر شبكة أنفاق تمتد حتى 750 كيلومترًا، لم تتمكن إسرائيل إلا من تدمير 30% منها، ما يفسر عدم قدرتها على حسم المعركة رغم التفوق التكنولوجي والعددي.
من الناحية الصهيونية، تشير تقارير إلى دخول الجيش في حرب استنزاف، مع صعوبات في تجنيد الجنود وازدياد التذمر في صفوف الاحتياط، بينما تحاول تل أبيب تهجير السكان من مناطق متعددة داخل القطاع، ضمن ما وصفتها بـ"الفقاعات الإنسانية"، سعياً لاحتواء المقاومة عسكرياً والسيطرة على أكبر مساحة من القطاع.
ورغم إعلان خطط إسرائيلية لاحتلال حوالي 75% من قطاع غزة خلال أشهر، تؤكد المقاومة من خلال كمائنها وعملياتها المتكررة أنها مستمرة في تأمين حضورها القتالي والرد على اعتداءات الاحتلال، معتمدة على صمودها وتكيفها مع طبيعة الساحة الجديدة، ما يجعل من المعركة مستمرة بلا نهاية واضحة في الأفق.