12 شباط , 2025

الطبيب الأسير.. حسام أبو صفية بين قيود السجن وآلام التعذيب

استنكر مركز الميزان لحقوق الإنسان تعرض الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في غزة، للتعذيب وسوء المعاملة داخل سجن عوفر الإسرائيلي، مطالبًا بالإفراج الفوري عنه، جاء ذلك بعد زيارة محاميه له، حيث كشف عن عزله التام لمدة سبعة واربعين يومًا، وتدهور حالته الصحية نتيجة الإهمال الطبي والتعذيب الذي تعرض له منذ لحظة اعتقاله.

حينما اختار الدكتور حسام أبو صفية أن يكون طبيبًا، كان يؤمن بأن رسالته هي إنقاذ الأرواح وتخفيف الألم عن المرضى. لكنه لم يكن يعلم أن إنسانيته ستُواجَه بالقيد، وأن يديه التي داوت الجرحى ستُكبّل ظلمًا، وأن قلبه الذي نبض بالحياة للآخرين سيُنهك تحت وطأة التعذيب.

واليوم، يقبع الدكتور أبو صفية في سجن عوفر، محرومًا من حريته ومن حقه الأساسي في العلاج، بعد أن تعرض لصنوف من التعذيب والإهانة. فكيف يصبح الطبيب أسيرًا؟ وكيف يُحاكم من كرس حياته للإنقاذ؟ أسئلة تضع الاحتلال أمام مرآة الحقيقة.

فبعد 47 يومًا من العزل التام، لمدير مستشفى كمال عدوان الطبيب حسام أبو صفية، خرجت أنباء عن حالته الصحية المتدهورة، ليكشف محاميه عن تفاصيل مرعبة حول التعذيب والمعاناة التي يواجهها داخل سجن عوفر الإسرائيلي.

فكيف يتحول إنقاذ الأرواح إلى جريمة؟ وكيف يُعاقَب الطبيب بدلًا من أن يُكرَّم؟!

مركز الميزان لحقوق الإنسان استنكر بشدة تعرض الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة، للتعذيب وسوء المعاملة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مطالبًا بالإفراج الفوري عنه. جاء ذلك عقب زيارة محاميه له في سجن عوفر، حيث كشف عن ظروف احتجازه القاسية ومعاناته الصحية المتدهورة.

واعتُقل الدكتور حسام أبو صفية في 27 ديسمبر 2024، وخضع للعزل التام عن محاميه لمدة 47 يومًا. وأفاد المحامي بأن الدكتور أبو صفية فقد نحو 12 كيلوغرامًا من وزنه ويعاني من تضخم في عضلة القلب، دون أن يحصل على العلاج اللازم.

وروى الدكتور أبو صفية أنه تعرض للضرب والتعذيب منذ لحظة اعتقاله، حيث أُجبر على خلع ملابسه أثناء نقله من قطاع غزة، وتم تقييد يديه وإجلاسه على حصى مدبب لفترة طويلة، كما تعرض للضرب بالعصا الكهربائية. وأكد أن التحقيقات التي خضع لها كانت غير قانونية، حيث وُجهت إليه اتهامات لا علاقة له بها، مشددًا على أنه كان يؤدي واجبه الإنساني في علاج المرضى والجرحى فقط.

وأدان مركز الميزان بشدة هذه الانتهاكات، معتبرًا أنها تشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي، لا سيما القواعد الخاصة بحماية الطواقم الطبية المنصوص عليها في البروتوكول الثاني الملحق باتفاقية جنيف الرابعة. ودعا المركز المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لحماية المعتقلين الفلسطينيين، وخاصة العاملين في القطاع الصحي، من التعذيب وسوء المعاملة داخل السجون الإسرائيلية.

وأكدت عائلة الدكتور حسام أبو صفية، بعد تلقيها تقريرًا عن الزيارة، استمرار معاناته الصحية وتدهور ظروف احتجازه، بما في ذلك سوء التغذية وغياب الرعاية الطبية المناسبة. وناشدت العائلة جميع الجهات الحقوقية والدولية التدخل العاجل للإفراج عنه وعن جميع العاملين في القطاع الصحي الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال، مشددة على أن حياة هؤلاء المعتقلين في خطر ويجب توفير العناية الطبية اللازمة لهم فورًا.

يُعد ما يتعرض له الدكتور حسام أبو صفية انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان والقوانين الدولية التي تضمن الحماية للعاملين في المجال الطبي. ويبقى التدخل الدولي والضغط الحقوقي أمرًا حاسمًا لضمان الإفراج عنه وعن زملائه المعتقلين، ووضع حد للممارسات التعسفية ضد الطواقم الطبية الفلسطينية.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen