مراقب الدولة في كيان الاحتلال.. مستوطنون يعانون من اضطرابات نفسية جراء الحرب دون علاج
في تقرير أصدره مراقب الدولة في كيان العدو، تم الكشف عن الأضرار النفسية التي لحقت بنحو ثلاثة ملايين مستوطن جراء أحداث اكتوبر وعدوان السيوف الحديدية، أشار إلى أن حوالي ثلاثمئة وأربعين الف شخص منهم يعانون من اضطرابات نفسية خطيرة مثل اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب، دون تلقي العلاج المناسب حتى الآن.
في أعقاب عملية طوفان الاقصى التي هزّت كيان العدو في 7 تشرين الأول/أكتوبر، يعاني الآلاف من المستوطنين من آثار نفسية ثقيلة، اضطرابات ما بعد الصدمة، الاكتئاب، والقلق أصبحت ترافقهم في كل لحظة.
وفي تقرير صدر عن مراقب الدولة في كيان العدو، تم تسليط الضوء على الأثر النفسي الكبير الذي خلفته عمليات 7 تشرين الأول/أكتوبر وحرب السيوف الحديدية، حيث أفاد التقرير بأن نحو ثلاثة ملايين إسرائيلي قد يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، الاكتئاب أو القلق، ولا يتلقون العلاج النفسي منذ وقوع الأحداث. وقد تم انتقاد منظومة الصحة النفسية بشدة لعدم قدرتها على الاستجابة الفعالة للاحتياجات المتزايدة للمستوطنين المتضررين.
منذ بداية العدوان، شهدت منظومة الصحة النفسية انهيارًا في قدرتها على تلبية احتياجات المتضررين. وكان من بين العيوب الواضحة في النظام، طول فترة الانتظار للحصول على علاج نفسي، حيث أشار مراقب الدولة إلى ضرورة الانتظار لمدة تصل إلى نصف عام للحصول على استشارة من طبيب نفسي في صندوق المرضى.
وأجرى مراقب الدولة استطلاعًا في أبريل 2024 على عينة من 1,010 بالغين من السكان في إسرائيل، وأظهرت النتائج أن:ثلث المشاركين يعانون من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة أو الاكتئاب بدرجة متوسطة أو شديدة.
نحو 20% من المشاركين يعانون من أعراض القلق.
90% من المستطلعين لم يتوجهوا لتلقي العلاج النفسي، مع تزايد الشكاوى حول طول فترة الانتظار وعدم الوعي بفرص العلاج.
وبناءً على تقديرات مراقب الدولة، من المتوقع أن يعاني نحو 900,000 شخص من أعراض نفسية متوسطة إلى شديدة منذ وقوع الهجوم، ومن بينهم 340,000 شخص يحتاجون إلى استجابة عاجلة من منظومة الصحة النفسية لتجنب تأثيرات اضطراب ما بعد الصدمة بشكل مزمن.
ووفقًا لتقرير مراقب الدولة، فإن التدخل النفسي الذي تم تقديمه بعد العملية كان محدودًا للغاية، حيث لم يتلقَ سوى 1% من المستوطنين العلاج النفسي خلال الأشهر التي تلت 7 تشرين الأول/أكتوبر.
كما أشار إلى أن المتطوعين قدموا علاجًا نفسيًا بدلاً من الأطباء المختصين، مما أدى إلى تقديم خدمات غير كافية لعدد كبير من المتضررين.
وانتقد مراقب الدولة وزارة الصحة لعدم استعدادها بشكل مناسب لمواجهة التهديدات الصحية النفسية الناتجة عن الحروب والأحداث مطالبًا بتحديث خطط الطوارئ الخاصة بالصحة النفسية وتخصيص موارد كافية لهذه الأزمة.
في النهاية، يتضح أن ضعف الكيان واهتزاز استقراره يعكسان هشاشة النظام الذي يقوم عليه، مما يجعله عرضة للتفكك والانهيار في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها.
على الرغم من محاولاته المستمرة لتثبيت دعائمه، إلا أن استمرار القمع، القضايا الداخلية المعقدة، وعدم التوازن الاقتصادي والاجتماعي تشير إلى أن نهايته قد تكون أقرب من المتوقع. يرتبط هذا التدهور بتناقضات عديدة، من بينها ما يتعلق بالصراع المستمر، الخلافات السياسية الداخلية، وفشل السياسات الأمنية والاقتصادية. وبالتالي، من المحتمل أن تؤدي هذه العوامل المتراكمة إلى انحسار دور هذا الكيان في المستقبل القريب، ليحل محلها واقع جديد تطرحه تحولات العصر.