بعد فشلها امام اليمن.. واشنطن تعلن بدء تطوير الجيل القادم من مقاتلات القوة البحرية
تأتي الأحداث الأخيرة في البحر الأحمر بتوقيع يمني لترتّب اوراق القوة، اذ استطاعت صنعاء أن تحدث تحولا استراتيجيا أربك واشنطن واضطرها لإعادة تقييم عقيدتها العسكرية وسياستها في الطاقة والتجارة.
على اثر التحولات العميقة والمهمة التي احدثها اليمن في البحر الأحمر والعربي، باتت الولايات المتحدة الأمريكية مضطرة إلى إعادة النظر في منظومتها العسكرية، سيما مع فشلها في فرض الهيمنة البحرية.
فالعمليات النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية احدثت إرباكا غير مسبوق لدى واشنطن والضربات الدقيقة ضد السفن الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر، أجبرت الأساطيل الأمريكية على التراجع، وسلبت حاملات الطائرات الأمريكية هيبتها التاريخية، ما شكل تحولا استراتيجيا.
هذا التحول وبحسب وكالة رويترز دفع وزير الدفاع الأمريكي إلى الموافقة على المضي قدما في برنامج تطوير مقاتلات الجيل القادم الخاصة بالقوات البحرية.
امر اعتبره مراقبون اعترافا من واشنطن بضعف أدائها العملياتي والتقني في المواجهة الأخيرة مع القدرات اليمنية اذ ان التطوير الجديد يستهدف تعزيز التكامل بين الطائرات المأهولة وغير المأهولة، وتحسين أنظمة الدفاع على متن حاملات الطائرات.
اما محللون عسكريون فوصفوا هذه الخطوة بأنها ترقيعية ومتأخرة معتبرين أن ما فرضته اليمن من واقع جديد لا يمكن التعامل معه فقط من خلال تحسين التكنولوجيا، بل يتطلب مراجعة عميقة للمنهجية الأمريكية التي اعتمدت لعقود على التفوق التقني وحده دون حساب لمعادلات الإرادة والصمود.
وعلى المقلب الاخر أظهرت التطورات أن تأثير العمليات اليمنية لم يكن عسكريا فقط، بل امتد إلى البعد الاقتصادي خاصة في قطاع النفط والطاقة.
وبهذا يكشف خبراء اقتصاديون أن استهداف السفن والشركات النفطية الأمريكية والصهيونية أدى إلى إرباك واضح في أسواق الطاقة، خصوصًا أن الولايات المتحدة تصدر يوميًا ما يقارب 4 ملايين برميل نفط خام، نحو 40% منها تمر عبر البحر الأحمر، باتجاه أسواق آسيا.
ويضيف خبراء اقتصاديون ان الاستهداف المباشر الذي أعلنته القوات المسلحة اليمنية لـ13 شركة نفطية أمريكية، أدى إلى تعطيل مسار نحو 1.6 مليون برميل يوميًا من صادرات النفط، ما أثّر على الدول المستوردة كاليابان وكوريا الجنوبية والهند، ودفع بعضها إلى البحث عن بدائل مثل النفط الروسي، وهو ما أضر بالمصالح الاقتصادية الأمريكية على المدى القصير والمتوسط.
ومن خلل هذه الارقام فإن ما يجري في البحر الأحمر ليس مجرد عمليات تكتيكية بل هو إعادة رسم للمعادلة العسكرية والاقتصادية في المنطقة، اذ تجد واشنطن نفسها مضطرة الى تغيير ومراجعة منظوماتها حيث ان ميزان القوة لا يقاس بحجم الإنفاق العسكري بل بالقدرة على الصمود والمباغتة وهو ما يتقنه اليمن.