واشنطن تروّج لاتفاق قريب وحماس تنفي تسلمها اي مقترحات جديدة
أكدت حركة حماس أنّها لم تتلقَّ حتى الآن أي مقترحات رسمية عبر الوسطاء لوقف العدوان على غزة، مشددة على أنّ أي مفاوضات لا يمكن أن تتم إلا وفق محددات وطنية واضحة، أبرزها وقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع. وفي وقت تتكثف فيه التسريبات عن خطة أميركية يجري بحثها بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، تتمسك الفصائل الفلسطينية برفض أي حلول مفروضة من الخارج أو مساس بسلاح المقاومة.
مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة للشهر الحادي عشر، تتزايد التسريبات حول خطة أميركية جديدة لإنهاء الحرب. الخطة التي يتداولها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قبيل لقائه برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في واشنطن، توصف بأنها مزيج من تصوّرات صهره جاريد كوشنر ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، مدعومة بما يُسمى الثوابت الإسرائيلية وتعديلات من بعض الأطراف العربية.
لكن حركة حماس نفت تلقّيها أي مقترحات رسمية عبر الوسطاء المصريين أو القطريين، وأكد عضو مكتبها السياسي حسام بدران أن ما يُنشر في الإعلام لم يصل للحركة بشكل رسمي. بدران شدد على أن المطالب فلسطينية خالصة، وأن التفاوض يتم بالتشاور مع مختلف الفصائل، رافضًا أي تنازل عن الحقوق الوطنية أو المساس بسلاح المقاومة. وأكد أن وقف العدوان وانسحاب الاحتلال من القطاع هو الأساس لأي حديث عن حلول.
بدران وجّه أيضًا رسالة واضحة بشأن ما يُطرح عن دور توني بلير في إدارة غزة بعد الحرب، واعتبره شخصية غير مرحب بها فلسطينيًا، واصفًا إياه بالمسؤول عن أدوار تخريبية وإجرامية منذ حرب العراق، ومؤكدًا أن الفلسطينيين قادرون على إدارة شؤونهم بأنفسهم دون وصاية خارجية.
موقف حماس يتقاطع مع مواقف فصائل فلسطينية أخرى تشدد على أن أي ترتيبات لليوم التالي في غزة يجب أن تكون شأنًا فلسطينيًا داخليًا، بعيدًا عن الإملاءات الخارجية. هذه الفصائل ترى في سلاح المقاومة ذريعة يستخدمها الاحتلال لتبرير مجازره، فيما الواقع الميداني يكشف أن الضفة الغربية بدورها تُستهدف رغم غياب السلاح هناك.
وفي وقت يعلن ترامب عن فرصة حقيقية للسلام ويؤكد أن المفاوضات في مراحلها النهائية، تتحدث أوساط إسرائيلية عن توتر داخل حكومة نتنياهو، وسط خشية من ضغوط أميركية قد تفرض عليه خطة لا تتناسب مع مواقف أحزاب اليمين المتطرف المشاركة في ائتلافه.
أما على أرض غزة، فإن الواقع اليومي يشي بحجم المأساة الإنسانية: دمار واسع، مئات آلاف النازحين، وانهيار شبه كامل للبنية التحتية والخدمات، فيما يستمر الحصار وتتعثر إدخال المساعدات. صورة تعكس إصرارًا دوليًا على الحلول السياسية، يقابله ثبات فلسطيني على المواقف ورفض لأي حلول تنتقص من الحقوق الوطنية.