15 نيسان , 2025

إيران تفاوض من موقع قوة… والكيان الصهيوني تراقب بخوف

في ظل تصعيد إقليمي متسارع، يلوح في الأفق تفاهم أميركي إيراني يعيد خلط الأوراق في الشرق الأوسط، ويثير قلقاً متزايداً في تل أبيب حيث يترقّب نتنياهو ارتدادات اتفاق قد يُغيّر قواعد اللعبة بالكامل.

في توقيت شديد الحساسية، يُعاد فتح الملف النووي الإيراني من بوابة تفاهم محتمل بين واشنطن وطهران، وسط صمت معلن ومؤشرات متصاعدة خلف الكواليس. الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض محاطًا بأزمات تجارية وعسكرية، يدير المشهد بتكتيك مزدوج: التهديد العلني والتفاوض الصامت. وبين التصعيد والاحتواء، تتجه المنطقة إلى مفترق طرق استراتيجي، يحمل تداعيات عابرة للحدود
إيران اليوم ليست كما كانت عام 2015 موقعها الإقليمي أكثر نفوذًا، وبرنامجها النووي أكثر تقدماً. وهي تُفاوض من موقع قوة، لا من أجل تنازل، بل من أجل إعادة توزيع النفوذ في المنطقة بشروط جديدة
في المقابل، تراهن إدارة ترامب على إبرام “اتفاق محسّن”، يضمن وقف التخصيب دون أن يحد من الدور الإيراني الإقليمي، وهو توازن يبدو صعباً تحقيقه دون تنازلات أميركية غير معلنة
لكن أبعد من واشنطن وطهران، يقف الشرق الأوسط كاملاً على شفا تغيّر في قواعد اللعبة. في اليمن، قد يفتح الاتفاق الباب أمام تثبيت هدنة دائمة، ويمنح صنعاء اعترافاً غير مباشر بنفوذها. أما في لبنان، فتبدو الانعكاسات أكثر قلقًا، حيث تزداد عزلة إسرائيل أمام حزب الله، في وقت يفتقر فيه نتنياهو لأي غطاء أميركي يسمح له بمغامرة عسكرية جنوباً.
نتنياهو يدرك أن اتفاقاً أميركياً-إيرانياً يعني أمرين: نهاية فرص التصعيد، وبداية واقع إقليمي جديد تتحول فيه إسرائيل من مركز القرار إلى طرف مترقّب. هذه الحقيقة هي ما تؤرقه أكثر من الاتفاق نفسه.
وفي ظل هذه التطورات، تبقى العين على نتائج هذه المفاوضات، حيث يُصاغ مستقبل الشرق الأوسط بهدوء… لكن بعمق لا يقل عن صخب الحروب.

الكلمات المفتاحية

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen