12 كانون الثاني , 2025

الميدان يكشف ضُعف الاحتلال البشريّ.. التّكنولوجيا المُفرطة أضرّت بالقدرة القتاليّة

رغم القوة التكنولوجيّة الهائلة التي يمتلكها جيش الاحتلال الإسرائيلي، الا أنّها أضرّت بقدراته القتاليّة حيث بات يعاني ضعفاً بشريّا كبيراً في الميدان ، هذا ما تكشفه يوميّاً وقائع الأحداث في قطاع غزّة المُحاصر.

حالةٌ من الضعف والترهّل القتاليّ الكبيرة يعيشها جنود الاحتلال الإسرائيلي في ميادين المعارك ومحاور القتال المختلفة داخل قطاع غزة.

اعتماد الاحتلال على التكنولوجيا في حرب الابادة التي يشنها على قطاع غزَّة يثبت بالدليل القاطع كيف ضربت قدراته القتاليّة واصابتها في مقتل..

ويقرأ خبراء عسكريّون في مشاهد كثيرة بثتها المقاومة لالتحام مقاتليها مع آليات الاحتلال، أظهرت فرار الجنود الإسرائيليين من أمام المقاومين الفلسطينيين، لحظة تقدم المقاومين بشجاعة نحو أماكن يتحصن بها جنود الاحتلال.

حيث أدى الاعتماد على التكنولوجيا إلى ضعف مهارات الجنود في ميدان القتال، اذ يقول مدير الموارد البشرية سابقًا في جيش الاحتلال إسحق بريك عن حالة الضعف هذه: هذا الجيش مترهل وضعيف ولا يستطيع المواجهة في الميدان.

كما يعتقد خبراء أن الاحتلال وصل إلى حد يعتمد على التكنولوجيا بشكل مفرط، سواء من خلال المسيّرات التي تحركها أنظمة إلكترونية مرتبطة ببرامج الذكاء الاصطناعي، والرشاشات الأوتوماتيكية، والروبوتات، والمدرعات غير المأهولة، وحتى في تبادل المعلومات بين الطائرات الحربية وطائرات بدون طيار، بحيث قلل من فاعلية الجنود في الميدان بهدف حمايتهم كما وضع رئيس الأركان السابق أفيف كوخافي في خطته.

ورغم توظيف ترسانة عسكرية هائلة تعتمد على التكنولوجيا، أصبحت عبارة عن آلة دمار ارتكبت مجازر بشعة في غزة، تخلت المقاومة عن التكنولوجيا للتغلب على هذا التحدي الكبير.

في هذا الإطار، يشير الخبراء الى أن جيش الاحتلال تمت هيكلته خلال السنوات الماضية بما يقلل الاعتماد على القوات الأرضية لصالح تعظيم التكنولوجيا وتقوية سلاح الجو، لافتيتن الى أن ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي يؤكد فشل العاملين في حقل المراقبة التكنولوجية الذين كانوا -حسبما قال بعض جنود الجيش- يتركون شاشات المراقبة لساعات دون متابعة.

فالتكنولوجيا المفرطة أضرت بالجنود وبالقدرة القتالية، حتى جنود القوات الخاصة التي كانت إسرائيل تفاخر بهم على الدوام أصبحوا عرضة للاستهداف، وهو ما أعطى المقاومين فرصة لإظهار إمكانياتهم وعقيدتهم القتالية وتمسكهم بأرضهم من خلال الوقوف في وجه الآلة العسكرية الهائلة التي تدمر كل يوم قطاع غزة.

لكن رغم كل هذا الفارق في الإمكانيات، كانت الغلبة في الميدان لصالح المقاومة، كما تثبت وتظهر المشاهد في شمال القطاع وجنوبه، حيث يعتمد المقاوم على بسالته وعقيدته العسكرية، بينما اعتاد الجندي الإسرائيلي على الجلوس في طائرة أو مدرعة.

 فعظم ترسانة الاحتلال العسكرية تعتمد على استخدام التكنولوجيا بشكل متزايد كأداة لانتهاك حقوق الإنسان، حيث تُستخدم أدوات مثل أنظمة المراقبة والذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لأغراض قائمة على التتبع والمراقبة.

بالمقابل تعاملت المقاومة مع هذا الأمر بشيء من الصعوبة في البداية، لأنه من الصعب جدًا مواجهة التكنولوجيا، ومن الصعب أن تواجه الأدوات العسكرية الهائلة ، لكنها طوّرت نفسها، وقلّصت اعتمادها على التكنولوجيا لمجابهة التحديات الإلكترونية، ووقفت الاتصالات نهائيًا بحسب الخبراؤ سواء السلكية أو اللاسلكية، حتى منظومة الاتصال الخاصة بالمقاومة جرى وقفها..

وعلى العكس تمامًا، اعتمد جيش الاحتلال على التكنولوجيا وقلص الاعتماد على العنصر البشري ، ورغم ذلك فإن كل المعارك كانت تنتهي لصالح المقاومين، رغم فارق الإمكانيات الهائل لصالح جندي الاحتلال المُحصّن بإمكانيات عسكرية ضخمة فيما يتسلّح المقاوم بعقيدة راسخة ويقين بأنه صاحب الارض التي ستعود يوماً مهما طال الزمن.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen