04 كانون الثاني , 2025

العدو في دائرة الهزيمة: إحصائيات القتل والانتحار تكشف انهيار جيش الاحتلال الإسرائيلي

في ظل غبار الحرب وضجيج المعارك، تنكشف الحقائق التي حاول جيش الاحتلال الإسرائيلي إخفاءها عن العالم. أرقام تفضح هشاشة القوة العسكرية، وكواليس تُظهر كيف أصبحت المقاومة في غزة ولبنان عاملًا رئيسيًا في تحطيم معنويات جيش كان يعتقد أنه لا يُقهر. خسائر بشرية لا تقف عند القتلى فقط، بل تتجاوزها لتسجل أرقامًا صادمة من الانتحار والضغوط النفسية التي تدفع الجنود إلى الهروب من ساحات المعركة في حرب، لم يكن العدو يتوقع أن يصبح هو نفسه ضحية لتخطيطه العسكري المتهور، وأن تبرز الحقيقة: إن المقاومين هم من يضعون الاحتلال في دائرة الهزيمة.

 في لحظاتٍ تفجّرت فيها جدران الزمان والمكان، كان جيش الاحتلال الإسرائيلي يظنّ أن آلية الحرب هي الملاذ الأمثل لكسر إرادة الشعوب المقاومة. ولكن على الأرض، كانت الحقيقة أكثر مرارة مما توقّع. الجيش الإسرائيلي، الذي بدأ منذ السابع من أكتوبر 2023 حربًا على غزة ولبنان، يعترف اليوم بما حاول إخفاءه طيلة الأشهر الماضية: إنهزام في ساحة المعركة، وتراجع معنوي، وخسائر بشرية جسيمة.

في إحصائية جديدة، اعترف الجيش الإسرائيلي بأن عدد قتلاه قد وصل إلى 891 جنديًا منذ بداية الحرب، وهي الحصيلة الأكبر منذ حرب أكتوبر 1973. يشير هذا الرقم إلى حجم الفجوة التي أحدثتها المقاومة في صفوف هذا الجيش، وهو ما لا يمكن تغطيته بالتصريحات الرسمية أو التقارير المغلوطة.

الإحصائية لا تقتصر على القتلى فقط، بل تشمل أيضًا الآثار النفسية التي طالت الآلاف من الجنود الذين توقّفوا عن الخدمة القتالية. ضغوط نفسية غير مسبوقة ألقت بظلالها على الجيش الإسرائيلي، ليصبح الحديث عن الانتحار أمرًا واقعًا في صفوفه. ففي عام 2024، انتحر 21 جنديًا، ليصل إجمالي عدد المنتحرين إلى 38 جنديًا بين عامي 2023 و2024. وما يزيد من صعوبة المشهد أن ما يقرب من 60% من هؤلاء الجنود هم من قوات الاحتياط، ما يعني أن الحرب لم تُثقل على الجنود النظاميين فقط، بل امتدت لتطال أولئك الذين لم يكن لديهم استعداد لمواجهة مثل هذه الضغوطات.

الإعلان عن مقتل 891 جنديًا إسرائيليًا منذ بداية الحرب يعكس درجة التصعيد غير المسبوقة في الخسائر العسكرية، وهو ما يطرح تساؤلات عن مدى جاهزية جيش الاحتلال لمواجهة العمليات المتزايدة للمقاومة. يشير هذا العدد إلى فشل استراتيجي على مستوى التخطيط العسكري، حيث لم يكن الاحتلال يتوقع مثل هذا الحجم من الخسائر. إذا ما قورنت هذه الأرقام بحرب 1973، فإن الخسائر الحالية تشير إلى مستوى غير مسبوق من الفشل العسكري.

 الإحصائيات تشير إلى وجود 60 حالة وفاة نتيجة حوادث طرقية بين الجنود الإسرائيليين في عام 2024، وهو ما يعكس حجم التراجع الذي يعيشه الجيش في ظل استمرار العمليات المقاومة على جميع الجبهات.

الحرب لم تقتصر على خسائر مادية وبشرية، بل طالت أيضًا الجانب النفسي للجنود الإسرائيليين. الاعتراف بوجود زيادة في حالات الانتحار واكتفاء آلاف الجنود بالخروج من الخدمة القتالية بسبب الضغوط النفسية يعد مؤشرًا قويًا على انهيار الروح المعنوية داخل الجيش. هذه المعطيات تثير تساؤلات جدية حول قدرة الاحتلال على الاستمرار في المواجهة في ظل الانهيار الداخلي الذي يعانيه جيشه. في هذا السياق، يصبح السؤال المحوري: كيف يمكن للجيش الإسرائيلي أن يواجه أعداءه إذا كان هو نفسه يواجه أزمة في داخله؟

وفي محاولة للتهرب من الحقيقة، اعتمد الجيش الإسرائيلي على تقارير "حوادث الطرق" و"الأنشطة العملياتية" لتغطية أعداد القتلى الحقيقية. بينما أكّدت كاميرات المقاومة في لبنان وغزة أن هناك العديد من القتلى الذين لا تظهر أسماؤهم في الإحصائيات الرسمية، مما يعكس محاولات مستمرة للتعتيم على الأثر الكبير الذي أحدثته المقاومة في صفوف الاحتلال.

من الملاحظ أن الجيش الإسرائيلي لم يكن مستعدًا لمثل هذا النوع من المواجهة الطويلة والمرهقة. الحرب الحالية ليست كالحروب السابقة، حيث أن المقاومة قد تبنت أساليب جديدة وأكثر تأثيرًا في قلب الخطط العسكرية الإسرائيلية، مما أضعف من قدرة الاحتلال على تحقيق انتصارات سريعة.

ما يفعله الجيش الإسرائيلي اليوم من محاولات للتغطية على خسائره البشرية والنفسية لن يغير من الواقع شيئًا. المقاومة في غزة ولبنان ستظل ثابتة، وتواصل دحر الاحتلال وكشف هشاشته أمام العالم. هذه الأرقام المعلنة تفضح الحقيقة التي يحاول العدو طمسها: المقاومة تزرع الفشل في قلب جيش الاحتلال، وتؤكد أن العدوان لن يمر دون ثمن، مهما حاولت آلة الحرب أن تخفي ذلك.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen