عدوان إسرائيلي متصاعد على سوريا: تدمير شامل وغياب دولي في مواجهة جرائم الحرب الصهيونية
يواصل الكيان الصهيوني عدوانه الهمجي على سوريا، مستهدفا قلب البنية العسكرية والمدنية في ريف دمشق وطرطوس، غارات جوية عنيفة تدمّر ما تبقى من الترسانة العسكرية السورية، هذا التصعيد، الذي يعد الأعنف منذ سنوات، يكشف عن نوايا إسرائيلية ممنهجة لتدمير قدرة سوريا على التعافي، في وقت يقف فيه العالم عاجزًا أمام هذه الجرائم.
في خضم صمت المجتمع الدولي وتجاهل المنظمات الإنسانية، يواصل العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية تطوره في مشهد مأساوي جديد. ففي الساعات الاخيرة الماضية شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة من الهجمات الجوية العنيفة التي استهدفت مواقع عدة مستودعات استراتيجية في ريف دمشق وطرطوس، مخلفة وراءها دماراً واسعاً وأعداداً متزايدة من الضحايا. هذه الغارات، التي وصفت بأنها الأعنف منذ عام 2012، لا تقتصر على تدمير المنشآت العسكرية فقط، بل تستهدف أيضاً شريان الحياة المدني، إذ أسفرت عن تدمير مئات المنازل وتهجير العديد من العائلات، إضافة إلى الحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية.
هذا وشهدت الساعات الاخيرة من ليل يوم امس عدواناً جوياً استهدف مستودعات بالقرب من منطقة السيدة زينب (ع) في ريف دمشق، ما أسفر عن سلسلة انفجارات متتالية لمحتويات المستودع. كما استهدفت الغارات مستودعات أخرى في منطقة جيرود بريف دمشق. هذا العدوان يأتي في سياق تصعيد متواصل في الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
العدوان الإسرائيلي الأخير يعد من الأعنف منذ عام 2012، حيث أسفر عن 36 إصابة في صفوف المدنيين، نتيجة الانفجارات التي تسببت في إطلاق صواريخ عشوائية في ريف طرطوس الهجوم الذي أسفر أيضاً عن أضرار جسيمة في منازل المواطنين في قرية بملكة والمنازل الواقعة على طريق الدريكيش – طرطوس، حيث تم إغلاق جزء من الطريق نتيجة الضربات الإسرائيلية. كما طالت الغارات الإسرائيلية 18 موقعًا عسكريًا استراتيجيًا في مناطق مختلفة، بما في ذلك اللواء 23 دفاع جوي في حريصون وكتيبة اسقبلة في منطقة دريكيش، إضافة إلى مستودعات صواريخ أرض-أرض ودفاعات جوية قرب قرية بملكة.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن تدمير مئات الطائرات والسفن الحربية وأنظمة صواريخ أرض جو، بما في ذلك 350 طائرة حربية شاركت في الهجوم. تم تدمير سلاح البحرية السوري بالكامل، والذي كان يضم غواصتين من طراز "أمور" الروسية، وفرقاطتين من طراز "بيتيا"، إضافة إلى 16 زورق صواريخ من طراز "أوسا" و5 كاسحات ألغام من طراز "ييفينغنيا" و6 زوارق. كما تم تدمير مركز البحوث العلمية في دمشق، مما يعكس محاولة إسرائيلية لتدمير القدرات العلمية والبحثية لسوريا.
أما من الناحية العسكرية، فقد تم تدمير 70% إلى 80% من القدرات العسكرية لسوريا، بما في ذلك تدمير أنظمة الدفاع الجوي الروسية من طراز "إس 200" و"إس 300"، إضافة إلى صواريخ "سكود" و"سكود-د" الأرضية. كما دمرت الغارات الإسرائيلية مواقع استراتيجية أخرى، مثل المطارات العسكرية والقواعد العسكرية ومواقع إنتاج الأسلحة.
الغارات لم تقتصر على الهجمات الجوية فقط، بل شملت عمليات على الأرض. ففي الجنوب السوري، توسعت قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة القنيطرة، واحتلت مزيداً من القرى في محافظة درعا، مثل مزرعة بيت جن ومغر المير، ما يعكس تصعيدًا خطيرًا في هذه المنطقة الحدودية.
إن العدوان الإسرائيلي الأخير على سوريا يعد الأشد تدميرًا منذ سنوات. أسفر عن مقتل وإصابة العديد من المدنيين وتدمير جزء كبير من البنية العسكرية والمدنية السورية. ومن الملاحظ أن المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، فشل في اتخاذ إجراءات ملموسة لوقف هذا العدوان. بينما تواصل إسرائيل ضرباتها العسكرية دون رادع، يظل الشعب السوري يعاني من تبعات هذه الهجمات التي تهدد استقرار المنطقة.