ردّ حماس على خطة ترامب يعيد صياغة المشهد السياسي
رد حركة حماس على مقترح ترامب حظي بترحيب فلسطيني وعربي ودولي، حيث اجمعت المواقف ان هذا الرد يعكس معادلة جديدة في المنطقة تُعيد رسم موازين القوى .
بلهجة محسوبة وخطاب مدروس، أعلنت حركة حماس موقفها من الخطة الأمريكية الأخيرة، مؤكدة انفتاحها على أي مسار يوقف العدوان ويضمن انسحاب الاحتلال الصهيوني الكامل من غزة، ورفضها القاطع لأي محاولات لفرض وصاية دولية أو نزع سلاح المقاومة.
هذا الردّ يمثل موقف قوى المقاومة مجتمعة، وفق ما اكدت حركة الجهاد الإسلامي التي اشارت إلى أنها شاركت بمسؤولية في المشاورات التي سبقت القرار، ما عزز صورة وحدة الموقف الفلسطيني.
كما ان هذا الرد لم يكن مجرد بيان سياسي عابر، بل خطوة استراتيجية عكست نضجاً سياسياً ووعياً وطنياً، بحسب ما أكده مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، الذي وصف الموقف بأنه تعبير عن المصلحة العليا للشعب الفلسطيني.
الرد لم يتوقف صداه عند حدود فلسطين، بل لاقى دعماً إقليمياً ودولياً واسعاً. باكستان وقطر ومصر أعلنت تأييدها لموقف حماس، معتبرة أن الخطة الأمريكية تحتاج تعديلات جوهرية، بينما وصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الرد بأنه "خطوة بنّاءة نحو السلام الدائم"، داعياً إلى وقف الإبادة فوراً وإيصال المساعدات بلا تأخير. بريطانيا من جهتها رأت في الموقف الفلسطيني "خطوة إلى الأمام"، معتبرة أنه يفتح فرصة لإنهاء القتال وعودة الأسرى
هذا التفاعل الدولي يكشف، بحسب المراقبين، أن الإدارة الأمريكية لم تعد قادرة على فرض أجندتها منفردة، وأن المقاومة باتت رقماً صعباً في المعادلة السياسية لا يمكن تجاوزه. ومع تزايد الأصوات العربية والإسلامية الداعمة لرؤية حماس، تتبلور معادلة جديدة تعكس تراجع الهيمنة الأمريكية وتفتح الباب أمام مسار مختلف عنوانه إنهاء العدوان ورفع الحصار وإعادة إعمار غزة
ومع كل هذه المؤشرات، تبقى الأيام المقبلة اختباراً جدياً لإرادة المجتمع الدولي، فإما أن تتحول بيانات الترحيب إلى خطوات عملية توقف حرب الإبادة وتضمن الحقوق الوطنية الفلسطينية، أو يبقى الصراع مفتوحاً على جولات جديدة تعيد التذكير بأن المقاومة ما زالت قادرة على قلب الطاولة