29 أيلول , 2025

نتنياهو يلتقي ترامب في واشنطن وسط عزلة دولية وضغوط داخلية متزايدة

في ظلّ عزلة دولية غير مسبوقة، وتزايد الضغوط الداخلية لإنهاء الحرب على غزة، يلتقي رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن. لقاءٌ يأتي بينما يُنظر إلى الولايات المتحدة كالحليف الوحيد المتبقي لإسرائيل، في وقت تعترف فيه مزيد من الدول الغربية بدولة فلسطين، وتتعالى الأصوات المطالِبة بوقف العدوان.

يصل رئيس الوزراء العدو بن يمين نتنياهو الى واشنطن مثقلاً بخسائر سياسية متراكمة. فقد اعترفت دول مثل بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا رسميًا بدولة فلسطين، في خطوة عُدّت ضربة دبلوماسية قوية لعزلة إسرائيل. كما واجهت حكومة الاحتلال انتقادات حادة خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث شكّلت الحرب على غزة محورًا ضاغطًا على صورة إسرائيل عالميًا.

هذه التطورات جعلت نتنياهو في مواجهة أزمة مزدوجة: تراجع التأييد الخارجي وتزايد المعارضة الداخلية، بما فيها احتجاجات جماهيرية متواصلة وعائلات الأسرى التي تطالب بصفقة شاملة تعيد أبناءها.

لكن التحديات لا تأتي من الخارج فقط. ففي الداخل الإسرائيلي، يواجه نتنياهو احتجاجات متواصلة لعائلات الأسرى والمفقودين الذين يطالبون بصفقة تبادل شاملة، بالإضافة إلى مظاهرات حاشدة تطالبه بالاستقالة وتحميله مسؤولية استمرار الحرب. أحزاب المعارضة بدورها تصعّد انتقاداتها، فيما تتسرب خلافات حادة حتى داخل ائتلافه الحكومي، وخصوصًا مع أحزاب اليمين المتطرف التي ترفض أي تسوية مع الفلسطينيين.

هذه التصدعات الداخلية تجعل موقف نتنياهو في واشنطن أكثر هشاشة، إذ يذهب للقاء ترامب وهو محاصر بمطالب متناقضة: ضغوط أميركية لإنهاء الحرب من جهة، وتهديدات حلفائه في الحكومة بإسقاطه إذا قدّم تنازلات من جهة أخرى.

اللقاء المرتقب مع ترامب يكتسب أهمية استثنائية، إذ يتزامن مع تسريبات عن خطة أميركية من 21 بندًا لوقف الحرب في غزة. الخطة — التي تتحدث عن وقف دائم لإطلاق النار، انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية، إدخال المساعدات، ودور للسلطة الفلسطينية بعد إصلاحات — قد تضع نتنياهو أمام معادلة صعبة: إما إبداء مرونة إزاء حليف وحيد، أو مواجهة غضب واشنطن في ظرف بالغ الحساسية.

ترامب نفسه لمح إلى اتفاق قريب، مؤكدًا أن نجاح خطته قد يفتح الباب أمام سلام أوسع في الشرق الأوسط. وفي المقابل، كرر نتنياهو أمام الجمعية العامة أنه ماضٍ في إنجاز المهمة، ما يعكس هوة في الخطاب بين الجانبين.

لقاء ترامب ونتنياهو في واشنطن قد يشكل لحظة مفصلية: إمّا أن يفتح الباب أمام مسار تفاوضي يضع حدًا للحرب على غزة ويخفف عزلة إسرائيل المتفاقمة، أو يكشف عمق الشرخ بين واشنطن وتل أبيب. وفي الحالتين، يبقى مستقبل نتنياهو السياسي على المحك، إذ لم يعد يمتلك سوى الغطاء الأميركي، في وقت يتآكل فيه رصيده الخارجي والداخلي معًا.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen