غزة تحت القصف.. الاحتلال يُمعن بمجازره وحصيلة الشهداء تقترب من الـ55 ألفًا
لليوم الخامس والثمانين منذ استئناف العدوان، وبعد أكثر من مئتين واربعين يوما على بدء الحرب، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حملتها العسكرية المكثفة على قطاع غزة، ضاربة عرض الحائط بكل القوانين الإنسانية، ومدعومة بدعم سياسي وعسكري أمريكي.
عيد الأضحى انتهى، وجرح غزة لا يزال ينزف، ولا تزال الأوجاع تضرب أركانها، فلا عيد مرّ، ولا فرحة وجدت طريقها إلى القلوب. عيد جديد يمر على أهل القطاع تحت النار، ليحلّ الدم مكان الأضاحي للعام الثاني على التوالي، وسط حرب إبادة مستمرة تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي، في ظل صمت دولي وغياب للعدالة.
وفي اليوم الخامس والثمانين من استئناف العدوان الإسرائيلي، وبعد أكثر من 240 يومًا على بداية الحرب، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حملتها العسكرية الواسعة على قطاع غزة. حرب لا تفرّق بين مدني أو مسعف، بين طفل أو شيخ، وتستند إلى دعم أمريكي سياسي وعسكري مطلق، وسط صمت دولي وتخاذل لم يسبق له مثيل.
وخلال أيام العيد، لم يتوقف القصف. كانت السماء محملة بالصواريخ، لا بالمطر. طائرات الاحتلال شنت عشرات الغارات على مختلف مناطق القطاع، مستهدفة تجمعات المدنيين، منازلهم، وخيامهم المؤقتة.
وفي ما يُعرف بمحور نتساريم، ارتكبت قوات الاحتلال واحدة من أعنف المجازر، حيث استُهدِف المواطنون أثناء انتظارهم للحصول على المساعدات الغذائية، حتى خيم النازحين لم تسلم من الاستهداف.
وكذلك الصحفيين والمسعفين حيث استشهد الصحفي مؤمن أبو عوف إلى جانب المسعفين حسين محيسن، براء عفانة، ورائد العطار، إثر استهدافهم خلال إجلاء الجرحى بالقرب من جامع المحطة شرق مدينة غزة، ما يرفع حصيلة الشهداء الى ما يقارب ال55 الفا.
في غزة، لا تمر الأعياد كما في باقي العالم. عيد الأضحى هذا العام كان شاهدًا آخر على استمرار المذبحة. فالدم لا يزال يسيل، والعدوان لا يتوقف، والمجتمع الدولي لا يسمع، بينما يقدّم الغزيون أرواحهم قربانًا جديدًا في زمن تكثر فيه الولائم... وتندر فيه العدالة.