نتنياهو يراوغ.. وحماس تؤكد رفضه للتسوية وتمسكه بالحرب
في وقت تتواصل فيه المجازر في قطاع غزة، أكدت حركة المقاومة الاسلامية ان أنّ تصعيد العدوان مع الإفراج عن عيدان ألكسندر يفضح نيّة رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو برفض التسوية وتمسّكه بالحرب.
نتنياهو لا يبدو رهينة لائتلافه اليميني المتطرف، بل هو عماده. فعلى الرغم من تصويره أحياناً كأقل تطرفاً من شركائه كإيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، إلا أن سياساته على الأرض تكشف انسجاماً كاملاً مع رؤيتهم، وإن اختلف الأسلوب والخطاب.
وتشير تحليلات إلى أن بنية المجتمع الصهيوني، القائمة على رواية "الشعب المختار" منذ الطفولة، تُنتج جيلاً يستهين بحياة الفلسطيني، ما يفسّر المشاركة الواسعة في القتل والتدمير من دون مساءلة أخلاقية.
محللون يرون أن الحرب الحالية ليست ضرورة أمنية كما يدعي قادة العدو، بل خيار مدروس، يسعى من خلاله نتنياهو إلى فرض وقائع جديدة على الأرض، وتعزيز مشروع استيطاني أوسع يشمل الضفة الغربية، وليس غزة فقط.
وبشأن مفاوضات وقف إطلاق النار، اعلن الكيان الصهيوني موافقته على مقترح أميركي لاستعادة الأسرى، لكن من دون أي التزام بعدم استئناف الحرب. حماس اعتبرت ذلك مناورة دعائية من نتنياهو، مؤكدة أن الوفد الإسرائيلي في الدوحة يفتقر إلى صلاحيات تفاوضية حقيقية.
وأشارت الحركة إلى أنّ تصعيد العدوان مع الإفراج عن عيدان ألكسندر ووجود الوفود بالدوحة، "يفضح نيّة نتنياهو برفض التسوية وتمسّكه بالحرب"، محملة الاحتلال مسؤولية إفشال مساعي التوصّل لاتفاق في ضوء إعلان مسؤوليه عزمهم مواصلة العدوان وتهجير الشعب الفلسطيني في غزة.
بالتوازي بدأت دول أوروبية باتخاذ مواقف أكثر حدة، أبرزها بريطانيا التي علّقت مفاوضات التجارة مع إسرائيل، وسط تحذيرات من تحوّل الكيان الصهيوني إلى "دولة منبوذة". في المقابل، تتواصل الانتقادات داخل واشنطن، حيث تُحمّل إدارة ترامب إسرائيل مسؤولية تعطيل الحلول، وتُعبّر عن قلق متزايد من الكلفة الإنسانية والسياسية للحرب.
وفي ظل هذا المشهد، يرى مراقبون أن استمرار الحرب في غزة يعكس قناعة صهيونية بأن القوة هي الطريق الوحيد لتحقيق الأهداف، في ظل غطاء أميركي وصمت دولي، بينما تُهمَّش كل المبادرات الإنسانية والسياسية المطروحة على الطاولة.