التّصعيد سيّد الموقف في الضفة المحتلة والمقاومة بالمرصاد
تطورات ميدانية تشهدها جبهة الضفة الغربية المحتلة تشي بتصعيد كبير ومتعمد من قبل جيش الاحتلال الا أن المقاومة حاضرة للتصدي وايلام العدو ومواجهة مشاريعه.
التصعيد المتدحرج في الضفة الغربية المحتلة سيّد الموقف ، وهو لن يقتصر بأيّ حال على مخيم جنين، إذ شهدت بلدة طمون التي طاولها العدوان، عمليات تدمير وتخريب مشابهة لِما يجري في جنين وطولكرم.
ووفق مصادر ميدانية، اجبر جيش الاحتلال نحو 15 عائلة على إخلاء منازلها في البلدة، وحوّل هذه المنازل إلى ثكنات عسكرية، بينما رُصدت الجرافات العسكرية وهي تقوم بأعمال تجريف واسعة في مناطق متفرّقة في محيط البلدة، في محاولة لفصلها عن محيطها.
وفي بلدة طمون زجّ الجيش الإسرائيلي بمصفّحات ومدرّعات أدخلها حديثاً إلى الخدمة في الضفة، بعدما شهدت البلدة، قبل أيام، تفجير جيب عسكري بعبوة ناسفة أسفرت عن مقتل جندي وإصابه ثلاثة آخرين بجروح، خلال دورية لكتيبة الاحتياط التابعة للواء «أفرايم».
أمّا في طولكرم، فبدا المشهد أكثر قتامة، وأشبه بحالة مخيم جنين، مع إجبار الاحتلال ما يزيد على 75% من سكان مخيم طولكرم (نحو 9000 مواطن) على النزوح قسراً من منازلهم، في وقت واصل فيه الدفع بتعزيزات عسكرية تجاه المدينة، حيث نشر دوريات المشاة بأعداد كبيرة في الشوارع والأحياء ووسط سوق الخُضر. وفي المخيم الذي تعرّضت بنيته التحتية لتدمير واسع، انقطعت الخدمات الأساسية، من مياه وكهرباء واتصالات وإنترنت، فيما يعاني مَن بقي من أهله نقصاً حاداً في المواد الغذائية والطبية ومياه الشرب وحليب الأطفال، ما فاقم الحالة الإنسانية، خاصة مع استمرار محاصرة مستشفيي «الشهيد ثابت ثابت» الحكومي و»الإسراء التخصصي»، وعرقلة عمل مركبات الإسعاف وطواقمها الطبية، وإخضاعها للتفتيش والتحقيق الميداني.
تمضي إسرائيل في حربها على شمال الضفة الغربية، وفق عقيدة تقوم على إيقاع أكبر قدْر ممكن من الخراب والدمار والقتل، وتحويل الحواضن الشعبية والجغرافية للمقاومة، إلى أماكن غير صالحة للحياة.
على تلك القاعدة، يعمل جيش الاحتلال في ثلاث محافظات بالتزامن، هي: جنين وطولكرم وطوباس.
وبات الدمار الذي طاول مخيم جنين، ذلك الذي وقع في جباليا وبيت حانون، بعدما بدأ جيش الاحتلال بتقسيم المخيم إلى مربعات يتمّ تجريفها تباعاً، لتسهيل إحكام القبضة العسكرية عليها، وهو ما يدفعه إلى جرف وتفجير كل ما يعيق خطّته من مبانٍ ومنازل، وفق ما أوردته «القناة الـ12» العبرية.
وعلى رغم الدمار الشامل الذي خلّفه الاحتلال خلال أسبوعين، فإن مصادر عسكرية إسرائيلية قالت إن الحملة لا تزال في مراحلها الأولى، مشيرة إلى أنها تستهدف ما تصفه بـ»البنية التحتية للإرهاب».
ووفقاً لمصادر إسرائيلية تحدثت إلى وسائل إعلام عبرية، فإن الحملة لا تقتصر فقط على استهداف المسلحين، بل تهدف أيضاً إلى تفكيك الشبكات التنظيمية، وإحكام السيطرة الأمنية على المناطق المستهدفة.
ومع توسيع الاحتلال لعدوانه لا يختلف المشهد كثيرا في بلدة طمون ومخيم الفريعة جنوب طوباس، التي يحاصرها الاحتلال مع تهجير سكانها واعتقالهم ونقل مئات الجنود بمدرعات إيتان الجديدة للبطش أكثر في شمال الضفة الغربية.
لا هدوء ولا ثبات لإجرام الاحتلال الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية، فعملية السور الحديدي فرصة ذهبية لحكومته، فما فشل به في غزة يحاول إنجاحه في الضفة الغربية