30 كانون الثاني , 2025

كارثة التعليم في غزة... الجامعات الفلسطينية تواجه التدمير الإسرائيلي

مع دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيّز التنفيذ، بدأت تتكشف التداعيات الكارثية للعدوان الإسرائيلي على مختلف القطاعات، وفي مقدّمتها التعليم العالي، الذي كان أحد الأهداف المباشرة لآلة الحرب الإسرائيلية، في محاولة واضحة لضرب البنية التحتية العلمية وإيقاف عجلة التعليم في القطاع.

وسطَ الركامِ والدمارِ الذي خلّفته آلةُ الحربِ الإسرائيلية، يقفُ التعليمُ الفلسطينيُ في قطاعِ غزة شاهدًا على محاولةِ طمسِ مستقبلِ جيلٍ كامل. لم تكتفِ صواريخُ الاحتلالِ باستهدافِ الأرواحِ والمنازل، بل امتدت يدُ البطشِ لتطالَ الجامعاتِ والكلياتِ، في محاولةٍ لإطفاءِ شعلةِ العلمِ والمعرفةِ.

ورغمَ القهرِ والحصارِ، يصرُّ الأكاديميونَ والطلبةُ على الصمودِ، رافضينَ أن يكونَ الدمارُ هو النهاية، بل دافعًا لمزيدٍ من التحدي والإصرار.

وأظهرت الإحصائيات الرسمية الفلسطينية تدمير 19 جامعة وكلية بشكل كامل في مختلف مناطق غزة، ما أدى إلى تعطيل العملية التعليمية بشكل كامل، وحرمان عشرات الآلاف من الطلبة من حقهم الأساسي في التعليم. ولم تقتصر الجرائم الإسرائيلية على قصف المنشآت التعليمية، بل امتدت لاستهداف العقول الأكاديمية، حيث استشهد 115 من العلماء وأساتذة الجامعات والباحثين، مما يهدد بفراغ علمي عميق ينعكس على مستقبل الأجيال القادمة.

الهجمة الإسرائيلية على الجامعات لم تكن مجرد أضرار جانبية، بل جاءت ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى إضعاف البنية العلمية في غزة وإجبار الأكاديميين على الهجرة أو العزوف عن التدريس والبحث العلمي.

ورغم حجم الدمار والتهديدات التي تواجه قطاع التعليم العالي، يؤكد الأكاديميون في غزة أنهم لن يستسلموا لمحاولات التجهيل والطمس، بل سيواصلون رسالتهم بكل الوسائل المتاحة.

ومع استمرار محاولات استعادة ما تبقى من المؤسسات التعليمية، يبتكر الفلسطينيون طرقًا بديلة لاستمرار التعليم، من خلال التعلم عن بُعد، والمبادرات المجتمعية، والتعاون مع المؤسسات الدولية لإعادة بناء القطاع الأكاديمي.

وبينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي فرض سياسة العقاب الجماعي والتجهيل الممنهج، يظل الأكاديميون والطلبة الفلسطينيون متمسكين بحقهم في التعليم، حاملين معهم الإصرار والأمل في بناء مستقبل علمي مشرق رغم الركام والدمار.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen