23 كانون الثاني , 2025

من غزّة إلى الضفّة.. الاحتلال يجرّ أذيال الهزيمة

هروباً من فشله في غزّة انتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي الى ميدان الضفة الغربية ، في محاولة للتّغطية على هزائمه الا أنّ من انتصر في طوفان الأقصى حتماً سيحطّم الاسوار الحديديّة.

العملية الإسرائيلية في جنين والتي أطلق عليها جيش الاحتلال اسم السور الحديدي جاءت في ظل تطورات متلاحقة، أبرزها بداية سريان اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهامه رسميا في البيت الأبيض.

حيث بدا من الواضح أن العدو الإسرائيلي يبحث عن هزيمة جديدة في الضفة الغربية، معلناً حرباً واسعة على جنين ومخيمها ومقاومتها وشرع في التحليق والقصف والاقتحام البري.

التخبط يأتي من إرباك لا يخفى على متابع للمشهد خاصة مع زلازل الاستقالات المتتابعة التي تشهدها أوساط جيش العدو، ويؤكد أن خلافاتهم لم تأت من فائض قوة بل من واقع عجز تكرسه غزة ويحاول العدو استعاضة خسارته التاريخية بمشهدية انتصار على مقاومة الضفة في جنين التي تتناوب عليها قوى السلطة واليوم قوات العدو الإسرائيلي.

في النقاش الداخلي والجدل المُحتدم حول ما بعد الهزيمة في غزة ، يدرك العمق الإسرائيلي حاجة نتنياهو للحفاظ ائتلافه اليميني الحكومي بفتح حرب جديدة في الضفة الغربية دون الالتفات إلى تداعياتها وخطورتها..

ويعتقد نتنياهو أن الإبقاء على سموتريتش وزير المالية المتحمس الأكبر للتصعيد في الضفة الغربية ومدنها  يقتضي المناورة ، وهي مناورة ستكون مكلفة.

أما الكلمة الفصل فللمقاومة التي تؤكد أن الضفة لن تكون الغطاء الذي يبحث عنه كيان العدو الإسرائيلي للاختباء من نكسة غزة وهزيمة العدو الإسرائيلي المذلة، والصورة منعكسة للتو عن احتفالات شهدتها مدن الضفة لحظة استقبال الأسرى المحررين بمشهد أثار غضبا إسرائيليا كبيرا.

ويرى متابعون أنه ما كان مصادفة أن تتزامن عمليات العدو الإسرائيلي في الضفة الغربية بإعلان ترامب رفع عقوبات هامشية عن عدد من المستوطنين الذين لا يزالون يمارسون سلوكا اجراميا بدعم من بن غفير والأحزاب الشريكة في ائتلاف نتنياهو الحكومي ، والتحالف الأمريكي الإسرائيلي ثابت وغير متغير كان في البيت الأبيض سواء كان بايدن أو ترامب.

إن إسراع الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ هجومه على جنين جاء من أجل التغطية على فشله في قطاع غزة، بالإضافة إلى محاولة استغلال مجيء ترامب إلى السلطة لتنفيذ مشروعه الإستراتيجي في تهويد وضم الضفة، وهو ما ورد في "صفقة القرن" التي جاء بها ترامب نفسه خلال فترة رئاسته الأولى.

ما يجري في الضفة اليوم دليل على أن المستهدف هو كل الفلسطينيين ، والهدف الاستراتيجي من وراء الهجوم على جنين هو محاولة جديدة لتصفية القضية الفلسطينية.

المواجهة مستمرة ولا موعد محدد لإنهاء العملية التي جاءت يوم إعلان رئيس الأركان الإسرائيلي المستقيل، هيرتسي هاليفي، أن قواته مستعدة لشن «حملات عسكرية ملموسة» في الضفة الغربية ، كما ويُعتقد أن إسرائيل ستوسع عمليتها في الضفة التي حوّلت تصنيفها من ساحة تهديد رئيسية إلى أحد أهداف الحرب.

وأمام هذا الواقع الميداني والتصدي البطولي لمقاومة جنين ومخيمها وبقيّة المدن في الداخل المحتل، لن يتمكّن الاحتلال من كسر المقاومة الفلسطينية في الضفة بعدما عجز عن كسرها في قطاع غزة، والحال نفسها بالنسبة لمسألة التهجير والتطهير العرقي، اذ يثبت الشعب والمقاومة بأن من انتصر في طوفان الأقصى هو حتما قادر على تحطيم الاسوار الحديدية للاحتلال.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen