خسائر الاحتلال في ميدان غزّة.. إحصائيّات دامية
بالأرقام يحصي كيان الاحتلال عدّاد خسائره البشريّة وتبعاتها النفسية والمعنويّة ، احصائيّآت دامية تعكس اخفاق الاحتلال وهزيمته على مدى 15 شهراً من عمر المعركة.
ينشغل الداخل الإسرائيلي بمن فيه الجانب الإعلامي في توثيق خسائر الاحتلال في الميدان الغزاوي على مدى 15 شهرا من عمر المعركة.
الاعلام الصهيوني الذي احصى بالأرقام هذه الخسائر الفادحة خلص إلى أنه ومع قرب تنفيذ وقف إطلاق النار، بلغ عدد قتلاه 838 جندياً، و15 ألف جريح بدرجات متفاوتة، وعشرات الآلاف في حالة صدمة منذ 466 يوماً.
نحاما دوك الكاتب في صحيفة اسرائيل اليوم العبرية، أكد أن هذه الخسائر من الجنود ورجال الشرطة والأمن برصاص حماس ليست حكماً قدرياً، بل هي قرار المستوى السياسي الذي يأمر المستوى العسكري بالبقاء في غزة، والعودة للأماكن التي من المفترض أنه تم "تطهيرها" من المقاومين، ولكن بين المغادرة والعودة، يتصرف الجيش بطريقة غير قانونية، لأنه يعلم أن مقاتلي حماس ينتظرون جنوده بالمتفجرات والصواريخ المضادة للدبابات..
وفي مقال للصحيفة رأت فيه أن معارضي صفقة التبادل، خاصة وزير المالية ورئيس الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، الذي وصفها بأنها صفقة سيئة، وتشكل خطراً على مستقبل الدولة، يتجاهل حقيقة أن الخطر الحقيقي هو استمرار سفك دماء الجنود في غزة، بالتزامن مع إعلانات الجيش المتلاحقة عن سقوط المزيد من جنوده.
وأوضح التقرير أن مقتل 838 جندياً، تتراوح أعمارهم بين 19و25 عامًا، يمثل خسارة فادحة، بجانب الحاجة لإعادة تأهيل عشرات الآلاف من الجنود المتضررين جسديًا وعقليًا لكن القادة يفكرون فقط في أنفسهم ومستقبلهم السياسي، ولا يفكرون في هؤلاء الجنود، الذين يتعين عليهم إعادة تأهيل أنفسهم، والعودة لديارهم، رغم أنهم جزء من الركائز والعمود الفقري المتين للكيان، وقد تعرّضوا لضربة قاتلة.
يتابع الكاتب قائلا: لن يكون هناك نصر كامل، ونحن لسنا على بعد خطوة واحدة منه، لكننا على بعد خطوة واحدة من تفكك المجتمع الإسرائيلي.
من جانبه اكد موشيه نيستلباوم الكاتب بصحيفة معاريف أنه من أجل استعادة الردع فيجب أن نخرج من غزة فوراً، رغم مخاوف نتنياهو من ظهور خروجه المتسرع من هناك خضوعا لضغوط المعارضة، أو الضغوط الدولية، مع أن المنطق السوي يدعونا لأن نترك غزة فوراً خشية التورط في وحلها الذي قد يغرق فيه الجيش في الشتاء، لأنه منذ بدء الاجتياحات البرية فقد سقط قرابة الـ400 جندي، وهو رقم أعلى من عدد من سقطوا في معارك غلاف غزة في هجوم حماس صباح السابع من أكتوبر.
ويختم الكاتب بالقول إنه في ظل واقع لا تزال فيه حماس تسيطر على القطاع، فقد يُنظَر للوجود العسكري المطول للاحتلال باعتباره ضعفاً، وعدم قدرة على تحقيق أهدافه، ولا يعني بالضرورة تقريب عملية إطلاق سراح المختطفين، بل إنه قد يعرضهم لخطر متزايد، ما يتطلب من الاحتلال مغادرة غزة فورًا.
اذا هي اعترافات وارقام لا يمكن التشكيك فيها خاصة وأن المرجعية فيها هي للأرض ولميدان غزة الذي أظهر جلياً اخفاق المحتل وشهد على هزيمته التاريخيّة.