عام ٢٠٢٤.. طوفان الأقصى يُعزّز الهجرة العكسيّة بأرقامٍ كبيرة
برز في العام ٢٠٢٤ موضوع الهجرة العكسيّة من كيان الاحتلال الإسرائيلي كأحد أبرز ارتدادات معركة طوفان الأقصى ما شكلّ تحوّلاً تاريخيّاً في المشروع الصهيوني نظراً لآثاره ونتائجه..
انعكاساتٌ كبيرة ومتغيّرات كثيرة أفرزتها معركة طوفان الأقصى منذ اندلاعها في السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣ وكانت ارتداداتها أوسع في العام المنصرم ٢٠٢٤.
الهجرة الجماعيَّة للإسرائيليِّين شكّلت تحوُّلاً تاريخيًّا في المشروع الصَّهيونيِّ، وبعد عقود من التَّرويج لأمن إسرائيل وازدهارها، حيث أغرق طوفان الأقصى حلم أرض الميعاد ودفع الآلاف من المستوطنين للبحث عن ملاذات آمنة خارج حدود دولة الاحتلال ، تبعاتٌ كشفتها لغة الأرقام التي تمّ احصاؤها.
حيث كشف تقرير صادر عن دائرة الإحصاء المركزية أنّ عدد الإسرائيليين، الذين غادروا فلسطين المحتلة، في عام 2024، وصل إلى 82.7 ألف شخص، الامر الذي مثل زيادة، مقارنة بالعام السابق.
وذكر موقع واللاه العبري أنه، بحلول نهاية عام 2024، يُقدّر عدد سكان إسرائيل بنحو 10 ملايين نسمة، مع زيادة سكانية بلغت 1.1% فقط، وهو معدل نمو منخفض مقارنةً بالعام السابق، ويرجع ذلك، بصورة رئيسة، إلى العدد الكبير من الإسرائيليين الذين هاجروا.
في السياق ذاته، كشفت ورقة بحثية أعدها مركز الدراسات السياسية والتنموية ورقة حول الهجرة العكسية من دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان على غزة إذ أظهرت الورقة البحثية أن الهجمات الصاروخية المتكررة من غزة دفعت العديد من العائلات الإسرائيلية للبحث عن ملاذ آمن خارج إسرائيل، أو في مناطق داخلية أكثر استقراراً، فيما صور المطارات الإسرائيلية المكتظة بالمسافرين الفارين من الحرب انتشرت على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام الدولية ومنصات التواصل الاجتماعي، مما أبرز حجم الأزمة المتصاعدة.
هذه الموجة من الهجرة العكسية مثّلت معضلة كبرى وأبرز التحديات التي يواجهها الكيان الإسرائيلي منذ تأسيسه، خاصة في ظل التغيرات المجتمعية والاقتصادية والسياسية الأخيرة.
كما برزت تقارير إعلامية إسرائيلية تشير إلى تزايد نشاط شركات الهجرة، التي تسارع لتقديم خدماتها لطالبي الهجرة، بما يشمل تسهيل نقل الأصول المالية وإنشاء حسابات مصرفية وشراء عقارات في دول أوروبية وتشير التقديرات إلى أن حوالي 550 ألف إسرائيلي غادروا الكيان منذ أكتوبر 2023، وهو ما تنفيه الحكومة الإسرائيلية، مدعية أن هذه الأرقام تعكس النزوح الداخلي بين المناطق وليس الهجرة إلى الخارج.
كما تشير بيانات سلطة السكان الإسرائيلية إلى مغادرة أكثر من 550 ألف إسرائيلي في موسم الصيف وأثناء الحرب، ولم يعودوا حتى أبريل 2024، وفق المكتب المركزي للإحصاء.
لقد أثّرت الحرب بشكل كبير على عدة جوانب، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية، فضلاً عن السياسية والعسكرية، ومع بدء الهجرة العكسية، تكبد الكيان خسائر مالية ضخمة بسبب هجرة الأيدي العاملة، وتوقف كثير من المصانع والمعامل، فضلاً عن بقية القطاعات الصناعية والزراعية.
كما اثرت الهجرة العكسية على القطاع العسكري، وذلك بعد رفض عديد من الإسرائيليين الالتحاق بالجيش ، الأمر الذي يزيد الخناق على الاحتلال ويُرجّح بتفاقم ازماته الداخليّة