29 كانون الاول , 2024

القوات المسلحة اليمنية تُسقط طائرة أمريكية متطورة في البيضاء وتُرسخ معادلة الدفاع والسيادة

في خطوة نوعية تعيد رسم معادلات القوة، أسقطت القوات المسلحة اليمنية طائرة أمريكية متطورة من طراز ام كيو ناين بصاروخ محلي الصنع في أجواء البيضاء، مؤكدةً قدرتها على كسر هيمنة السماء رغم الحصار والتحديات.

في تطور مفاجئ يعكس تحولاً نوعياً في مسار المواجهة، أعلنت القوات المسلحة اليمنية إسقاط طائرة أمريكية مسيّرة من طراز "MQ-9” أثناء تنفيذها ما وُصف بمهمات عدائية في أجواء محافظة البيضاء. العملية جاءت بصاروخ أرض-جو محلي الصنع، مما يكشف عن تقدم لافت في قدرات الدفاع الجوي اليمني رغم الحصار الخانق المفروض على البلاد. هذا الحدث لم يكن مجرد عملية عسكرية عابرة، بل يمثل رسالة استراتيجية ثقيلة الوطأة تُبرز قدرة اليمن على قلب موازين القوى في مواجهة التقنيات العسكرية الأكثر تطوراً.

التصريح الرسمي الذي أعلنه المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أكد أن هذه الطائرة هي الثالثة عشرة من نوعها التي يتم إسقاطها خلال ما وصفه بـ"معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس". هذا التوصيف يعكس رؤية شاملة تربط بين المعركة الدفاعية اليمنية ونضال الشعب الفلسطيني، مما يُضفي على الحدث أبعاداً أوسع تمتد إلى ميدان الصراع الإقليمي والدولي. إسقاط الطائرة يأتي بعد أسبوع فقط من نجاح القوات اليمنية في إسقاط طائرة أمريكية من طراز "أف-18" واستهداف حاملة طائرات في البحر الأحمر، ما يُظهر أن اليمن بات لاعباً محورياً يفرض إرادته في سياق معادلات إقليمية ودولية متشابكة.

العملية تحمل دلالات استراتيجية تتجاوز البعد العسكري التقليدي. فقد جاء استهداف هذه الطائرة، وهي إحدى أبرز أدوات الهيمنة الجوية الأمريكية، ليؤكد أن اليمن قادر على تطوير أسلحته وتكتيكاته رغم القيود المفروضة عليه. الحديث عن صاروخ محلي الصنع يعكس تفوقاً تقنياً داخلياً يضرب في عمق المراهنات الغربية على استنزاف القدرات اليمنية. هذه الرسالة تأتي في سياق أوسع يرتبط بمحور المقاومة، حيث تعد العملية جزءاً من رد اليمن على العدوان الأمريكي والبريطاني، وتأكيداً على الدعم المتواصل للمقاومة الفلسطينية، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة.

تصاعد العمليات النوعية للقوات اليمنية يعيد صياغة مفهوم الردع في المنطقة، إذ أن التزامن بين إسقاط الطائرات المتطورة ومهاجمة المواقع الاستراتيجية يعكس استراتيجية متماسكة تتحدى القوى الكبرى. كما أن هذه العمليات لا تقتصر على إطار التصدي الدفاعي، بل تحمل في طياتها رسائل عميقة تتجاوز حدود الجغرافيا اليمنية، لتصل إلى قلب مراكز القرار في واشنطن ولندن وتل أبيب.

عملية البيضاء ليست مجرد نجاح عسكري في مواجهة طائرة مسيّرة؛ إنها إعلان صريح بأن أي محاولة للمساس بسيادة اليمن ستُقابل بقدرات نوعية تفوق التوقعات. القوات المسلحة اليمنية، من خلال هذا الإنجاز، أكدت أنها لم تعد تكتفي بالدفاع عن أجوائها فحسب، بل باتت تلعب دوراً إقليمياً استراتيجياً، حيث تتكامل جهودها مع محاور المقاومة في غزة ولبنان.

في خضم هذه التطورات، يبدو أن واشنطن تجد نفسها أمام اختبار قاسٍ لهيبتها العسكرية، خاصة أن الطائرة المستهدفة تُعد رمزاً للتفوق التكنولوجي الأمريكي. الخسارة المتكررة لهذه المعدات المتطورة لا تنعكس فقط على صورة القوة الأمريكية، بل تفتح الباب أمام تساؤلات حول جدوى هذه الاستراتيجيات المكلفة في مواجهة أعداء يمتلكون إرادة وتصميماً لا يُستهان بهما.

العملية في البيضاء تتجاوز كونها إنجازاً عسكرياً إلى كونها محطة فارقة في مسار المواجهة الممتدة. اليمن، عبر هذه الرسائل، يعيد تشكيل قواعد الاشتباك في المنطقة، مُبرهناً أن قدرته على تحدي الحصار والتفوق العسكري تمثل تهديداً مباشراً لطموحات القوى الكبرى. من هنا، يتضح أن المواجهة لم تعد مقتصرة على صراع تقني أو عسكري بحت، بل أصبحت حرب إرادات ومواقف، يُعيد اليمن من خلالها صياغة ملامح مستقبل المنطقة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen