17 حزيران , 2025

ضربات ايران الصاروخية تركب الكيان وتعيد تشكيل المشهد الامني

ضربات صاروخية إيرانية واسعة تعيد تشكيل المشهد الأمني في الداخل الصهيوني مثيرة الارتباك والتساؤل مع تعالي الاصوات داخل المؤسسة الصهيونية التي بدأت تخرج عن صمتها، مشككة في جدوى التصعيد مع طهران، ومتسائلة عمّا إذا كانت الحكومة قد قادت البلاد إلى حرب غير محسوبة العواقب.

صدمة وتخبط في الأوساط الصهيونية عقب الضربات الإيرانية الواسعة، التي جاءت ردًا على الاعتداءات الأخيرة. تساؤلات بدأت تتصاعد بشأن جدوى التصعيد مع طهران، خاصة في ظل العجز العسكري والسياسي عن التعامل مع تداعيات الحرب المتصاعدة.

فلم تدم نشوة الاجرام الصهيوني، وبعد نحو 18 ساعة فقط من الضربة الجوية، كانت الصواريخ الإيرانية تمطر منشآت حيوية في قلب المدن الإسرائيلية، مدمرة مواقع عسكرية حساسة.

الجيش الإسرائيلي أُخذ على حين غرة، بعد أن أصابت الصواريخ أهدافًا شملت مقر قيادة الجيش في تل أبيب، ومصفاة تكرير النفط في حيفا، ومحطة الكهرباء في الخضيرة، إضافة إلى معهد وايزمان للعلوم ومجمعات  في بات يام، ما أظهر هشاشة الجبهة الداخلية، حيث فشلت معظم المدن الإسرائيلية في توفير الحماية الكافية لسكانها، وسط تقارير عبرية تحدثت عن نقص حاد في الملاجئ، في الوقت الذي حصل فيه كبار المسؤولين الصهاينة وعائلاتهم على أماكن آمنة خصصت لهم مسبقًا.

لكن ما أثار قلقًا أكبر هو أداء أنظمة الدفاع الصاروخي التي عجزت عن صد الموجة الإيرانية، ما فتح باب الشكوك حول فعاليتها وجدوى الاعتماد الكلي عليها.

على المستوى السياسي، بدأت الانتقادات تتصاعد ضد الحكومة، وبرزت تساؤلات حول قدرة العدوان الإسرائيلي على تحقيق أهدافه الاستراتيجية.

رئيس الوزراء الأسبق، إيهود باراك، صرّح لصحيفة "هآرتس" بأن الحرب الجارية – حتى وإن دعمتها الولايات المتحدة – لن تقضي على المشروع النووي الإيراني، بل قد تدفع طهران لمضاعفة جهودها فيه. باراك انتقد ما وصفه بـ"أجواء النشوة الكاذبة" التي رافقت قرار الحرب.

زعيم المعارضة يائير لابيد، من جهته، كتب على منصة "إكس": "عاشت المدن الإسرائيلية ليلة صعبة، لقي فيها 8 أشخاص مصرعهم"، في إشارة إلى العجز عن حماية المدنيين.

أما ما يسمى برئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي، فقد حذر من أن الحرب على إيران لن تؤدي إلى إنهاء تهديداتها، مؤكدًا في مقابلة مع إذاعة الجيش أن طهران ما زال بحوزتها آلاف الصواريخ.

هكذا، بدلاً من تحقيق "ضربة حاسمة"، وجدت إسرائيل نفسها أمام معادلة ردع جديدة، قد تكون أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى، في ظل تصاعد المخاوف من حرب طويلة المدى، لم تُهيأ لها الجبهة الداخلية ولا السياسية.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen